فاعله ، فبابها المخاطب نحو : (لا تضرب) ، قال تعالى : (وَلا تُسْرِفُوا)(١)(وَلا تَطْغَوْا فِيهِ)(٢) ، وأما المتكلم فلا تدخل عليه لأن الإنسان لا ينهي ، إلا من هو أجنبي عنه ، وكذلك الغائب ، لأنه لا ينهي إلا من يخاطب ويقبل عليه ، وإن دخلت عليهما فتوسعا وتجوزا نحو :
[٦٣٣] لا أعرفن ربربا حورا مدامعها |
|
مردّفات على أحناء أكوار (٣) |
فأما إذا الأمر للمتكلم والمراد به غيره جاز وحسن ، نحو : (لا أرينّك ها هنا) ، لأنه في التحقيق نهي لغيره ، وأما حذفها فلا يجوز بلا خلاف.
قوله : (وكلم المجازاة) ، يعم ما كان منها اسما وما كان حرفا.
قوله : (تدخل على فعلين) (٤) فيه تفصيل ، وهو أن دخولها إن كان على الجزم لم يلزم أن يكون فعلا ، وإن كان على الشرط فإن كانت الأداة اسما لزم أن يكون شرطها فعلا لفظا ، ولم يجز أن تقدر عند البصريين (٥) وما
__________________
(١) الأعراف ٧ / ٣١ ، وتمامها : (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ.)
(٢) طه ٢٠ / ٨١ ، وتمامها : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى.)
(٣) البيت من البسيط ، وهو للأعشى في شرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ١٠١٠ ، وينظر شرح الكافية الشافية ٣ / ١٥٦٨ ، وهو في ديوان الأعشى ٧٥ ، بعجز آخر غير هذا وهو :
كأن أبكارها نعاج دوّار
وينظر مغني اللبيب ٣٢٤ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٧٣ ، ويروى أعجاز بدل أحناء.
والشاهد فيه قوله : (لا أعرفن) حيث دخلت (لا) الناهية على فعل المتكلم وذلك على سبيل التوسع والتجوز أي نادر.
(٤) في المحققة (الفعلين) بدل (فعلين).
(٥) ينظر رأي البصريين في شرح الرضي ٢ / ٢٥٥.