(وول) كـ (ددن) ولا فعل له ، وقال بعضهم : أصله (أوأل) ، فقدمت الهمزة إلى موضع الفاء أي (نجا) ، وقال بعضهم : أصله (أول) (١) من آل أي رجع ، وقال الكوفيون (٢) إن (فواعل) من (وواول) فقدمت الهمزة إلى موضع الفاء وقيل من (وول) فقلبت الواو الأولى همزة وليس من التفضيل لقولهم (أولة) في مؤنثه ، وهي غير فصيحة عند البصريين ولأنه ليس فيه معنى التفضيل ولا صح معنى اشتقاقه مما يصيره بوزن أفعل ، وأما (آخر) فمنهم من يلحقه بأول لمشابهته أفعل التفضيل في جمع السلامة وفي أن مؤنثه (أخرى) ، ومنهم من منع لأنه يخالف (أول) في أنه لم يلزم أحد الأشياء الثلاثة ، ولأنه لا تفيد كثرة التأخير وإنما هو في معنى (غير) إذا قلت : (مررت بزيد ورجل آخر).
قوله : (وهو أفعل) ، يعني لا يكون اسم التفضيل إلا على أفعل كـ (أكرم) و (أفعل) إلّا (خير) و (شر) وقد جاء على غير أفعل نحو قوله :
[٥٧٠] ... ـ |
|
وحبّ شىء إلى الإنسان ما منعا (٣) |
وبعضهم يرونه : أحبّ شيء.
__________________
(١) ينظر اللسان مادة (أول) ١ / ١٧٢.
(٢) ينظر رأي الكوفيين والبصريين في إعراب القرآن للنحاس ١ / ٢١٩ ، وشرح الرضي ٢ / ٢١٨.
(٣) عجز بيت من البسيط ، وصدره :
وزادني كلفا بالحب ما منعت
وهو للأحوص في ديوانه ١٥٣ ، وينظر الأغاني ٤ / ٣٠١ ، ونوادر أبي زيد ٢٧ ، وعيون الأخبار لابن قتيبة ٢ / ٥ ، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الثاني ١ / ٢٥١ ، وتذكرة النحاة ٤٨ ـ ٦٠٤ ، والعقد الفريد ٣ / ٣٠٦ ، ولمجنون ليلي في ديوانه ١٥٨ ، واللسان مادة (حبب) ٢ / ٧٤٤ ، وهمع الهوامع ٦ / ٤٥. ويروى وحبّ شيئا وكذلك الرواية التي ذكر الشارح.
والشاهد فيه قوله : (حبّ شيء) يريد (أحبّ شيء) فحذفت همزة أحبّ شذوذا.