واحتجوا بقوله :
[٥٣٢] منا الذي هو ما إن طرّ شاربه |
|
والعانسون ومنا المرد والشيب (١) |
الخامس قوله : (أن لا تكون الصفة بتاء تأنيث نحو علّامة ونسّابة) وفرقوه ومثلوا له ، فإنه لا يجمع بالواو والنون لما لم يكن مذكرا ، بل نقول (رجال علامة) ، ولأن المراد بهذه التاء المبالغة ، فإذا زالت زال المقصود بها خلافا للكوفيين (٢) ، فإنهم يجيزون جمعه كما أجازوا جمع (طلحة) ، وإنما خصوا المذكر العاقل وصفاته بالواو والنون دون غيره لشرفة ، لأن المذكر أشرف ، والمعين أشرف من غير المعين ، وأولوا العلم أشرف من غيرهم ، فاحترموه من التغيير لذلك ، لأنه يعلم من المفرد من غير لبس.
قوله : (وتحذف نونه للإضافة) (٣) لأنها بمثابة التنوين كما في المثنى تقول (مسلمو زيد) وقد تحذف لتقصير الصلة ، نحو :
[٥٣٣] الحافظون عورة العشيرة (٤) |
|
... ـ |
__________________
(١) البيت من البسيط ، وهو لأبي قيس بن رفاعة في إصلاح المنطق ٣٤١ ، ولأبي قيس بن الأسلت في الدرر ١ / ١٣١ ، وينظر شرح التسهيل السفر الأول ١ / ٩٣ ، وأمالي القالي ٢ / ٦٧ ، وسر صناعة الأدب ٦٨٣ ، ومغني اللبيب ٤٠٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧١٦ ، وأمالي بن الشجري ٢ / ٢٣٨ ، وهمع الهوامع ١ / ١٥٣ ، والمقاصد النحوية ١ / ١٦٧.
والشاهد فيه قوله : (والعانسون) حيث أطلق على المذكر وجمع جمع تصحيح والمشهور استعماله على المؤنث ، والكوفيون يجوزون جمع الصفة بالواو والنون إذا كانت غير قابلة للتاء محتجين بهذا البيت ، ينظر الهمع ١ / ١٥٣.
(٢) ينظر شرح الرضي ٢ / ١٨١.
(٣) ينظر شرح الرضي ٢ / ١٨٣.
(٤) سبق تخريجه في الصفحة ٦٥٦.