الصوت ، واختلفوا في لحوق العلامة ، فبعضهم جعلها في أوله ، فيقول :(سيبوان) ويحذف ويها ، وبعضهم ألحقها في آخره ، فتقول : (سيبويهان) ومن أعراب تركيب الصوت فلا خلاف في جواز تثنيته وجمعه ، فإذا أردت تثنية هذه الألفاظ الممتنع تثنيتها وجمعها ، أتيت في أولها بـ (ذي) و (ذات) مثنيتين أو مجموعتين وأضفتهما إليه ، فتقول : (جاءني ذوا تأبط شرا) و (ذوو تأبط شرا) (١) أو (ذوا خمسة عشر) إذا كان علما ، وكذا سائرها ، إلا ما استغنوا بتثنيته عن تثنية غيره ، فإنك تأتي بالمستغنى به نحو : ثلاثين فإنها عوض عن (خمسة عشر) وتثنيته عوض عن تثنية ثلاثة إلا أن يسمّى بثلاثة ، فإنك تثّنيها وتجمعها ، وكذلك (كلا) و (كلتا) (٢) استغني بها عن تثنية (كل) و (أجمع) و (جمعاء) ، وأما الذي يبثنى في حال دون حال فله شروط ، الأول أن يتعدد فلا يثنى نحو (مكة) و (شمس) وأما قولهم : (المكتان) وقوله تعالى : (جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ)(٣) فالتثنية فيه لفظية ، والمراد بها التكثير وهو سماع ولا يقاس ، وقال السهيلي : إن كان مثل (روضة وجنّة) مما ينظر الإنسان فيه في جانبين ، ثني بذلك المعنى.
الثاني : أن يتفقا لفظا وقولهم : (الأبوان) و (القمران) و (العمران) في باب التغليب وهو سماع.
الثالث : أن يتفقا معنى ، ما خلا الأعلام من باب واحد ، وبعضهم فلا
__________________
(١) ينظر همع الهوامع ١ / ١٤١.
(٢) ينظر شرح التسهيل لابن مالك السفر الأول ١ / ٧١.
(٣) سبأ ٣٤ / ١٥ ، وتمامها : (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ.)