قوله : (وتقع بعدها الجملتان) يعني الاسمية والفعلية (١) نحو : (إذ زيد قائم) و (زيد يقوم) ، لأنها لما كانت بمعنى الزمان من غير شرط ، صلحت للجملتين جميعا ، إلا أنهم استقبحوا اسمية الصدر فعلية العجز ، نحو : (إذ زيد قام) لأنهم وإن أرادوا الاسمية فقولهم : (إذ زيد قائم) يغني عنها ، وإن أرادوا الفعلية ، فـ (إذ قام زيد) يغني عنها ولا يلزم ذلك في (إذا زيد يقوم) ، فإن (زيد) مرتفع بفعل مقدر على الأصح وهو مفسره ، وليس (زيد) بمبتدأ ، كما في (إذا زيد قام) ، وعلى كلام الكوفيين (٢) والأخفش (يقوم) ، قصد به الحال على سبيل الحكاية ، وضعف بأنه لم تثبت إلا حكاية الحال الماضية نحو : (فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً)(٣).
وقد تقع (إذ) و (إذا) الفجائيتان في جواب (بينما) و (بينا) إلا أن الأغلب أن تقع (إذ) في جواب (بينما) و (إذا) في جواب (بينا) ، قال :
[٤٨٣] بينما الناس على أرجائها |
|
إذ هووا في هوّة فيها فغاروا (٤) |
__________________
تعلب ١ / ٢٦٥ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٥٥ ، ومغني اللبيب ١١٥ ، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ٨٢٨ ، وشرح شذور الذهب ١٥٨ ، واللسان مادة (قدر) ٥ / ٣٥٤٦ ، وهمع الهوامع ٣ / ٢٠٢ ، وخزانة الأدب ٧ / ٦٠.
والمشهور دارت بدل جارت.
والشاهد فيه قوله : (فينما العسر إذ جاءت) حيث جاءت إذ حرفا دالا على المفاجأة على رأي سيبويه أو زائدة كما ذكر الشارح.
(١) ينظر شرح المصنف ٨١ ، وشرح الرضي ٢ / ١١٥.
(٢) ينظر رأي الكوفيين والأخفش في شرح المفصل ٤ / ٩٧.
(٣) الحج ٢٢ / ٦٣ ، وتمامها : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ.)
(٤) البيت من الوافر ، وهو للأفوه الأودي كما في شرح أبيات المغني للبغدادي ٧ / ٢٥٧ ، وتذكرة النحاة ٥٣٢ ، ويروى فيها : عليائها بدل أرجائها.
والشاهد فيه قوله : (بينما الناس إذ هووا) حيث وقعت (إذ) في جواب (بينما).