قوله : (مبني في الحجاز) يعني أن الحجازيين (١) يبنون جميع هذا النوع على الكسر لمشابهته لاسم الفعل عدلا وزنة ، سواء كان العدل تحقيقا أو تقديرا.
قوله : (معرب في بني تميم) يعني أن التميميين يعربونه إعراب ما لا ينصرف.
قوله : (إلا ما آخره راء نحو حضار) يعني ما كان آخره راء فبنو تميم يوافقون الحجازيين (٢) في منازعة على الكسر ، لأن من لغتهم الإمالة ، وكسر الراء يستدعي الإمالة ، وبعض التميميين يعربونه إعراب مالا ينصرف مطلقا ، ولا يفرقون بين ما آخره راء وبين غيره ، وحكى بعضهم أنهم يمنعون الصرف فيما ليس آخره راء ويجيزون فيما آخره راء الوجهين ، وعليه :
[٤٥٤] ومرّ دهر على وبار |
|
فهلكت جهرة وبار (٣) |
__________________
(١) ينظر رأي الحجازيين والتميميين في شرح المفصل ٤ / ٦٤ ، وشرح الرضي ٢ / ٧٩.
(٢) ينظر شرح المصنف ٧٧ ، وشرح الرضي ٢ / ٧٩ ، قال سيبويه في الكتاب ٣ / ٢٧٨ : (فأما ما كان آخره راء فإن أهل الحجاز وبني تميم فيه متفقون ، ويختار بنو تميم فيه لغة أهل الحجاز كما اتفقوا في (يرى) ، والحجازية هي اللغة الأولى والقدمى). قال السيرافي في الهامش من الصفحة نفسها : (فلذا اختاروا ـ أي بنو تميم ـ موافقة أهل الحجاز كما وافقوهم في (يرى) ، وبنو تميم من لغتهم تحقيق الهمزة ، وأهل الحجاز يخففون ، فوافقوهم في تخفيف الهمزة من يرى) ، وأصلها (يرأى).
(٣) البيت من مخلع البسيط ، وهو للأعشى كما في ديوانه ٣٣١ ، وينظر الكتاب ٣ / ٢٧٩ ، وشرح أبيات سيبويه ٣ / ٢٤ ، والمقتضب ٣٠ / ٥٠ ، وينظر المفصل ١٦٠ ، وينظر شرح المفصل ٣٤ / ٤٦٤ ، وأمالي ابن الحاجب ١ / ٣٦٤ ، وأوضح المسالك ٤ / ١٣٠ ، واللسان مادة (وبر) ٦ / ٤٧٥٣ ، وهمع الهوامع ١ / ٩٤.
والشاهد فيه قوله : (وبار) أعربت وبار الثانية ورفعت للضرورة بينما بنيت (وبار) الأولى على أنها علم مؤنث مبني على الكسر ، ورفعت الثانية للضرورة الشعرية.