المحذور المتقدّم
ذكره؛ وهو أعظم من محذور عدم استعماله. مضافاً إلى أنه يرى استعمال رجل دنيويّ محض
لا علاقة بينه وبين الدين من أكبر الضرر على الإسلام. ولا زال ينادي : «أتأمرونني أنْ أطلب
النصر بالجور فيمن وليت عليه من الإسلام؟ فوالله لا أفعل ذلك ما لاح في السماء
نجمٌ» .
وطلحة والزبير كذلك.
ولا أتخيل أن مفكراً يتوهم أن معاوية
أدهىٰ من أمير المؤمنين عليه السلام ، وانّما ذاك مطلق والأمير عليه السلام
مقيد. ولسنا بصدد بيان ما يعتري معاوية من الأغلاط النفسيّة ، كيف وخروجه
علىٰ إمام زمانه أكبر غلطة نفسية؟
ومعلوم أن إقرار العمال على أعمالهم
ربما يحصل منه تدبير إداري ، لكن ذلك إذا لم يكن في الإقرار محذور آخر.
أترىٰ أن معاوية يعرف شيئاً لا يعلمه أمير المؤمنين؟ كلا.
نعم ، إنّه يعمل شيئاً لا يعمله أمير
المؤمنين عليه السلام. ولما رفعت المصاحف برأي ابن العاص ، وقال أهل العراق : قد
أعطاك معاوية الحقَّ ، دعاك إلى كتاب الله؛ فاقبل منه ، قال أمير المؤمنين عليه
السلام : «ويحكم
ما رفعوها لأنّكم تعلمونها ولا يعلمون بها وما رفعوها لكم
__________________