والصحاح المصرّحة بلزوم التمسك بالثقلين
متواترة ، وهو صلى الله عليه واله لا يزال يكرّرها في مواضع عديدة؛ في عرفة ، وفي
حجّة الوداع ، وفي غدير خم ، وبعد رجوعه صلى الله عليه واله من الطائف ، وعلى
المنبر في المدينة ، وفي حجرته الّتي مرض صلى الله عليه واله فيها وهي مملوءة من
أصحابه ، قال : «أيها
الناس يوشك أنْ اُقبض قبضاً سريعاً ، فيُنطلق بي وقد قدّمت معذرة إليكم ، ألا إنّي
مخلّف فيكم كتاب ربي عزّوجلّ وعترتي أهل بيتي».
ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها ، فقال : «هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا
يفترقان حتّىٰ يردا عليَّ الحوض».
وقد اعترف بذلك غير واحد من أعيان
الجمهور.
وفي حديث الثقلين عن الطبراني أنه صلى
الله عليه واله قال : «فلا
تتقدّموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم».
قال ابن حجر في باب وصيّة النبيّ صلى
الله عليه واله بهم في (الصواعق) : وفي قوله صلى الله عليه واله : «فلا تتقدّموهم
فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم»
، دليل على أن من تأهل منهم للمراتب العالية والوضائف الدينية كان مقدّماً
__________________