فأقبل علي عليه السلام ، فقال صلى الله عليه واله : «والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة». ونزلت هذه الآية (١).
وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : (لمّا نزلت هذه الآية : (إِنَّ الّذِيْنَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) (٢) ، قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام : «أنت وشيعتك راضين مرضيّين» (٣).
وأخرج ابن مردويه عن علي عليه السلام قال : «قال لي رسول الله صلى الله عليه واله : ألم تسمع قوله تعالىٰ (إِنَّ الّذِيْنَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئكَ هُمْ خَيْرُ البَريَّةِ) (٤)؟ هم أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الاُمم للحساب ، تدعون غرّاً محجَّلين» (٥). انتهىٰ.
وروىٰ ابن حجر في صواعقه أحاديث كثيرة في هذا الباب بطرق عديدة وثيقة.
جهة وضع لفظة التشيّع
وأما الثالث ـ أعني : جهة الوضع ـ فهي اتّباع الأحسن من القول ، وهو السبب في تسمية الشيعة بالشيعة. قال جلّ اسمه في كتابه العزيز وخطابه الوجيز : (وَالّذِيْنَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوْتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَ أنَابُوا إِلىٰ اللهِ لَهُمُ البُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ* الذِيْنَ يَسْتَمِعُون القَولَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهٌ) (٦) إلىٰ آخره.
__________________
(١) الدرّ المنثور ٦٤٣ : ٦.
(٢) البيِّنة : ٧ ، وفي غيرها كثير.
(٣) الدرّ المنثور ٦٤٣ : ٦ ، وفيه كذا بالنصب.
(٤) البينة : ٧.
(٥) الدرّ المنثور ٦٤٣ : ٦.
(٦) الزمر : ١٧ ـ ١٨.