وهو عجيب؛ لأن حلِّيَّة المتعة من شعار
أهل البيت عليهم السلام ، وعلي عليه السلام لازال يقول : «لولا نهي عمر عن
المتعة ما زنىٰ إلّا شقي»
.
وفي الطبريّ أن علياً عليه السلام قال :
«لولا
أن عمر نهى الناس عن المتعة ما زنىٰ إلّا شقي»
.
وبالجملة فمشروعيَّة المتعة وحلِّيَّتها
ثابتة ، بنصِّ القرآن وعمل الصحابة؛ مدَّة زمن النبي صلى الله عليه واله ومدَّة
خلافة أبي بكر وشطراً من خلافة عمر. بل من سبر التاريخ يجد أن المتعة مستعملة في
زمن النبي صلى الله عليه واله ، عند الأجلّاء والأعيان من أصحاب النبيّ ، ففي (المحاضرات)
للراغب الأصفهاني ، أن عبد الله بن الزبير عيّر ابن عبّاس بتحليله المتعة ، فقال
له ابن عبّاس : سل اُمّك كيف سطعت المجامر بينها وبين أبيك؟ فسألها ، فقالت : والله
ما ولدتك إلّا [في]
المتعة .
وأنت الخبير بأن اُمّ عبد الله بن
الزبير ، هي أسماء ذات النطاقين بنت أبي بكر الصدّيق ، وزوجها الزبير حواريُّ رسول
الله صلى الله عليه واله.
وفي الكتاب المذكور أن يحيىٰ بن
أكثم سأل شيخاً من أهل البصرة فقال له : بمن اقتديت في جواز المتعة؟ فقال : بعمر
بن الخطاب رضي الله عنه. فقال له : كيف ، وعمر كان من أشدّ الناس فيها؟ قال : نعم
، صحّ الحديث عنه أنه صعد المنبر فقال : يا أيُّها الناس متعتان
__________________