الله نبيَّه بإظهار دعوته. وقد نقله غير واحد من علماء السنة.
وهو الحديث الصادر من صاحب الشريعة الإسلامية صلى الله عليه واله ، حين أنزل الله عليه (وَ أَنْذِرْ عَشيرَتَكَ الْأَقْرَبين) (١) ، فدعاهم إلىٰ دار عمّه ، وهم يومئذ أربعون رجلاً ، وفيهم أعمامه : أبوطالب ، والحمزة ، والعبّاس. فقال : «يا بني عبد المطلب ، إنّي والله ما أعلم شابّاً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا والآخرة. أمرني الله أنْ أدعوكم فأيّكم يؤازرني على أمري هذا؟» فقال علي : «أنا يا نبيَّ الله أكون وزيرك عليه».
فأخذ رسول الله صلى الله عليه واله برقبة علي وقال : «إن هذا أخي ووصيِّي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا».
بهذا اللفظ أخرجه كلّ من تقدّم ذكرهم ، وغيرهم من حفظة الآثار.
وأخرج محمد بن حميد الرازيّ عن سلمة الأبرش ، عن ابن إسحاق ، عن شريك ، عن ربيعة الأياديّ ، عن ابن بريدة عن أبيه بريدة ، عن رسول الله صلى الله عليه واله قال : «لكلّ نبيٍّ وصيٌّ ووارث وإن وصييِّ ووارثي علي بن أبي طالب».
وأخرج الطبراني في (الكبير) ، بسنده إلىٰ سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : «إن وصيِّي وموضع سرِّي وخير من أترك بعدي ، يُنجز عدتي ويقضي ديني ، عليُّ بن أبي طالب» (٢).
__________________
(١) الشعراء : ٢١٤.
(٢) المعجم الكبير ٢٢١ : ٦/ ٦٠٦٣.