والشاهد : كما الناس «زيدت» «ما» ولم تمنع الكاف من الجرّ. [الأشموني / ٢ / ٢٣١ ، والهمع / ٢ / ٣٨ ، ١٣٠ ، والعيني / ٣ / ٣٣٢ ، والمؤتلف / ٦٧].
(١١٤) مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت |
أعاليها مرّ الرياح النواسم |
البيت لذي الرّمة غيلان بن عقبة. تسفّهت من قولهم : تسفّهت الرياح الغصون : إذا أمالتها وحركتها. النواسم : جمع ناسمة ، وهي الرياح اللينة أول هبوبها ، وأراد من الرماح الأغصان.
يقول : إنّ هؤلاء النسوة قد مشين في اهتزاز وتمايل ، فهنّ يحاكين رماحا ـ أي غصونا ـ مرت بها ريح فأمالتها.
كما اهتزت : الكاف جارة ، و «ما» مصدرية. والمصدر المؤول بها مع الفعل مجرور. أعاليها : مفعول به لتسفهت... مرّ : فاعل.
والنواسم. صفة الرياح مجرورة ، لأن «الرياح» مضاف إليه مجرور.
والشاهد : قوله «تسفهت. مرّ الرياح... حيث أنّث الفعل بتاء التأنيث مع أن فاعله مذكر وهو قوله «مرّ» والذي جلب له ذلك إنما هو المضاف إليه وهو «الرياح». حيث يمكن الاستغناء عن «المرّ» بالرياح فنقول تسفهت الرياح أعاليها». [سيبويه / ١ / ٢٥ ، والأشموني / ٢ / ٢٤٨ واللسان «سفه»].
(١١٥) ألا تسألون الناس أيّي وأيّكم |
غداة التقينا كان خيرا وأكرما |
لا يعرف قائله.
ألا : أداة استفتاح وتنبيه. ـ أيّي : أيّ : مبتدأ ، وأيّ مضاف وياء المتكلم مضاف إليه ـ وأيكم : معطوف على أيّي. غداة : ظرف زمان.
وكان : فعل ناقص... واسمه ضمير مستتر ، والجملة خبر المبتدأ الذي هو «أيّ». وجملة المبتدأ والخبر في محلّ نصب مفعول ثان لـ : «تسألون» في أول البيت.
والشاهد : «أيّي. وأيكم : حيث أضاف «أيا» إلى المعرفة ، وهي ضمير المتكلم في الأول وضمير المخاطبين في الثاني ، والذي سوّغ ذلك تكرارها.