٧٩ ، والخزانة ج ١٠ / ٥٨ ، وفيه قصيدة البيت ، وشرح المفصل ج ٣ / ١٢٨ ـ ١٢٩].
(٣٨٥) أمن دمنتين عرّس الرّكب فيهما |
بحقل الرّخامى قد أنى لبلاهما |
|
(٣٨٦) أقامت على ربعيهما جارتا صفا |
كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما |
البيتان للشمّاخ بن ضرار.
وقوله : أمن : الهمزة للاستفهام. ومن دمنتين : الجار متعلق بمحذوف ، تقديره : أتحزن من دمنتين ، رأيتهما فتذكرت من كان يحلّ بهما ، و (من) للتعليل والاستفهام تقريري ، والخطاب لنفسه ، والدمنة ، بالكسر : الموضع الذي أثر فيه الناس بنزولهم وإقامتهم فيه ، أو ما بقي من آثار الديار. وعرّس : من التعريس : وهو نزول المسافرين في آخر الليل قليلا للاستراحة ثم يرتحلون. والحقل : المزرعة التي ليس عليها بناء ولا شجر. والرّخامى : شجر وهو السدر البري. وبحقل الرخامى : حال من الضمير في «فيهما» وأنى : بالنون ، فعل ماض بمعنى حان. والبلى : الفناء. واللام زائدة ، أي : قد حان بلاهما. وقد روي (قد عفا كلاهما) والأول أصوب ، لأن هذه تتكرر بعد قليل ، وإنما يقع فيه من لا ينظر في الشعر كاملا.
وقوله «أقامت» : أي : بعد ارتحال أهلها ، وعلى ربعيهما : الربع : الدار والمنزل والضمير المثنى ، للدمنتين. وجارتا : فاعل ، أقامت ، وهو مضاف ، وصفا : مضاف إليه. والصّفا : الصخر الأملس ، واحده صفاة ، وقال : جارتا صفا : لأن الأثفيتين توضعان قريبا من الجبل ، لتكون حجارة الجبل ثالثة لهما ، وممسكة للقدر معهما ، ولتصد الرياح عن النار ، ولهذا تقول العرب : «رماه بثالثة الأثافي» أي : بالصخرة أو الجبل وقوله : كميتا الأعالي : هو صفة «جارتا صفا» وهو تركيب إضافي مثله. وكميتا : مثنى. كميت بالتصغير ، من الكمتة ، وهي الحمرة الشديدة المائلة إلى السواد. وأراد بالأعالي. أعالي الجارتين ، يعني أن الأعالي من الأثفيتين لم تسودّ لبعدهما من مباشرة النار ، فهي على لون الجبل. أو يريد : أن أعالي الأثافي ظهر فيها لون الكمتة من ارتفاع النار إليها.
وقوله : جونتا مصطلاهما : نعت ثان ، لقوله «جارتا صفا» وهو تركيب إضافي أيضا والجونة : السوداء ـ والجون : الأسود ، وهو صفة مشبهة ، ويأتي بمعنى الأبيض وليس بمراد هنا ، والمصطلى : اسم مكان الصلاء ، أي : الاحتراق بالنار ، فيكون المصطلى :