(٣٣٠) لا يصعب الأمر إلّا ريث يركبه |
ولا يبيت على مال له قسم |
البيت للحطيئة في ديوانه ، والهمع ج ١ / ٢١٣ والدرر ج ١ / ١٨٢. ولكن شطره الثاني رواه ابن منظور عن الأصمعي هكذا (وكلّ أمر سوى الفحشاء يأتمر). وقال : إنه لأعشى باهلة. قال السيوطي : ريث : مصدر راث ، يريث ، إذا أبطأ ، فإذا استعمل في معنى الزمان ، جاز أن يضاف إلى الفعل. فلما خرجت إلى ظروف الزمان جاز فيها ما جاز في الزمان أنه مبنيّ كسائر أسماء الزمان المضافة إلى الفعل المبني ، فلذا ذكرته في الظروف المبنيات ، ومن شواهده (لا يصعب.. الخ) قلت : ولكنه أضيف هنا إلى فعل معرب (يركبه) فهل يكون هنا معربا؟ وأنه يبنى إذا جاء بعد فعل مبني ، كقول الآخر (خليليّ رفقا ريث أقضي لبانة؟).
(٣٣١) أو مسحل شنج عضادة سمحج |
بسراته ندب لها وكلوم |
وقبل البيت :
حرف أضرّ بها السّفار كأنّها |
بعد الكلال مسدّم محجوم |
والبيتان للشاعر لبيد بن ربيعة ، يصف ناقته ، والحرف : الضامر ، وأضرّ بها السّفار : أضناها وهزلها. والكلال : التعب. والمسدّم : الفحل من الإبل الذي حبس عن الضراب. والمحجوم : المشدود الفم.
وقوله في الشاهد : أو مسحل : معطوف على مسدّم في البيت الذي سبقه والمسحل : حمار الوحش. والشّنج : المتقبض في الأصل. ويراد به في البيت : الملازم. وعضادة : جنب. والسّمحج : الأتان الطويلة. وسراتها : أعلاها والنّدب : الأثر. والكلوم : الجراحات. يريد أن هذه الأتان بها آثار من عضّ الحمار كأنها جراحات. يقول : إن ناقتة كأنها مسحل ملازم جنب أتان لا يفارقها ، وكأنّ هذه الناقة بعد ما كلّت بعير مسدّم أو مسحل موصوف بما ذكر.
والشاهد في البيت أن «شنج» اسم مبالغة عمل عمل فعله ، فنصب «عضادة» وقد أنشد أنصار سيبويه البيت دفاعا عنه في مسألة عمل «فعل» من أوزان المبالغة وقد روى سيبويه في الموضوع : البيت :
حذر أمورا... |
... من الأقدار |