فاعله ، وهو جمع حجا ، بفتح الحاء ، فجيم فألف مقصورة وأحجاء البلاد ، نواحيها وأطرافها ، أو الملاجئ التي يلتجأ إليها. والسلاليم : جمع سلّم ، وقياسه السلالم والياء للإشباع زادها للضرورة. [شرح أبيات مغنى اللبيب ج ٥ / ٩٦ واللسان : حجا].
(٣٢٠) لا الدار غيّرها بعد الأنيس ولا |
بالدّار لو كلّمت ذا حاجة صمم |
البيت لزهير بن أبي سلمى ، وهو في كتاب سيبويه ج ١ / ٧٣ ، والنحاس ص ٥٢ قال أبو جعفر النحاس : هذا حجة لنصب الدار في الشطر الأول بفعل مضمر بين (لا) وبين «الدار» كأنه قال : لم يغيّر الدار بعد الأنيس.
(٣٢١) وددت وما تغني الودادة أنّني |
بما في ضمير الحاجبيّة عالم |
البيت لكثير عزّة...
وقوله : (وما تغنى الودادة) أي تنفع ، جملته معترضة بين وددت وبين معموله ، وهو أنني عالم ، المصدر المؤول. والحاجبية : هي عزّة محبوبة كثير ، منسوبة إلى أحد أجدادها.
وقوله : وددت : تأتي بمعنى أحببته تقول : وددتّه : أي ، أحببته. وتأتي بمعنى تمنيت.
والشاهد : أنّ (أنّ) المفتوحة يجوز أن تقع بعد فعل غير دال على العلم واليقين كما في البيت ، خلافا للزمخشري في المفصل ، فإن وددت هنا بمعنى : تمنيت فهو يقول ، تمنيت أني عالم بما ينطوي عليه قلب هذه المرأة لي... ويرى الزمخشري ، أن (أنّ) المفتوحة المشددة ، أو المخففة منها ، لا تدخل إلا على فعل يشاكلها في التحقيق ، فإن لم يكن كذلك نحو أطمع وأرجو وأخاف فيدخل على أن الناصبة للفعل. [الخزانة ج ٨ / ٣٨٣ ، والمرزوقي ١٢٨٧].
(٣٢٢) إنّ ابن حارث إن أشتق لرؤيته |
أو أمتدحه فإنّ الناس قد علموا |
البيت للشاعر أوس بن حبناء التميمي. والشاهد في (ابن حارث) حيث رخمه في غير النداء للضرورة ، إذ أصله ابن حارثة ، وأشتق : فعل الشرط. وجوابه (فإن الناس..) ومفعول علم ، محذوف ، تقديره : علموا ذلك مني. [الأشموني ج ٣ / ١٨٤ والإنصاف ص ٣٥٤ والهمع ج ١ / ١٨١ ، وكتاب سيبويه ج ١ / ٣٤٣].