(٣٠٣) لعمري وما عمري عليّ بهيّن |
لبئس الفتى المدعوّ بالليل حاتم |
البيت للشاعر يزيد بن قنافة الطائي ، من أربعة أبيات في الحماسة في هجاء حاتم الطائي ، وقد هرب ناجيا بنفسه ، تاركا من تجب عليه حمايتهم يتعرضون لغارة الأعداء. وكنت أظنّ أن حاتما لم يهج قطّ وأنه يجمع بين الكرم والشجاعة ، فوجدته غير كريم البتة ، لأن أعلى درجات الكرم أن تجود بنفسك دفاعا عن الحرمات. فهل يمكن القول : إن الخرافة الرمزية في شخصية حاتم ، تفوق الواقع والحقيقة.
.. وقوله : لعمري : مبتدأ ، حذف خبره. لبئس : الجواب. والفتى : فاعل بئس وحاتم : مخصوص بالذم. خبر لمبتدأ محذوف أو مبتدأ وجملة الذم خبره مقدم. وقال بالليل لشدة الهول فيه.
وقوله : «المدعوّ» يرى كثير من النحويين أنه بدل من «الفتى» ولا يجوز كونه صفة ، لأن نعم وبئس يرفعان من المعارف اسم الجنس ، وما يدل على الجنس لا يوصف ، ويرى ابن جني والمرزوقي وغيرهما تجويز كونه وصفا. لعلة ذكروها. [المرزوقي ١٤٦٤ ، والأشموني ج ٣ / ٣١ ، والهمع ج ٢ / ٨٤ والخزانة ـ ج ٩ / ٤٠٥].
(٣٠٤) لئن كان النكاح أحلّ شيء |
فإنّ نكاحها مطر حرام |
البيت للأحوص الأنصاري ، يزعم الرواة أن الأحوص قاله ـ مع الأبيات ـ في مطر ، زوج أخت زوجته (عديله) وأظنّ أن قصتها مكذوبة ، لأن مصدرها أبو الفرج الأصبهاني الكذاب.
وقوله : أحلّ شيء : هكذا رواه كثيرون على أن «أحلّ» اسم تفضيل ، خبر كان. فإن كان لمعنى التفضيل ، فهو ضعيف ، لأن النكاح ليس أحلّ شيء في الحلال... وإن كان بمعنى ، الوصف أو المصدر فهو مقبول. ورواه الزجاجي (أحلّ شيئا) على أن (أحلّ) فعل ماض ، وشيئا ، مفعوله. ومع ذلك يبقى المعنى غامض ، لأن الذي يحلّه النكاح ليس شيئا من الأشياء ، وإنما يحلّ الاتصال بالمرأة التي عقد نكاحها.
وقوله «نكاحها مطرا» يروى بثلاثة وجوه : الرفع على أنه فاعل المصدر (نكاحها) ويكون المصدر مضافا إلى مفعوله. والنصب : على أنه مفعول المصدر ، فيكون المصدر مضافا إلى فاعله. والجرّ : على أنه مضاف إليه ـ ووقع الفصل بين المتضايفين بضمير