وجمعه رباع. ومنه قول الراجز :
وعلبة نازعتها رِبَاعي
سُمِّي رُبعاً لأنه إذا مَشَى ارتفع ورَبَع أي وَسَّع خَطْوه وعَدَا. ورِبْعِيّ كل شيء : أوله : رِبْعيّ الشباب ورِبْعِيّ النِّتَاج. يقال سَقْب رِبْعيّ ، وسِقاب رِبْعِيَّة : وُلِدت في أول النِتاج. وقال الأعشى :
ولكنها كانت نوًى أجنبيَّة |
توالي ربِعيّ السقاب فأصحبا |
هكذا سمعت العرب تنشِده. وفسّروا لي توالي السقاب أنه من الموالاة ، وهو تمييز شيء من شيء ، يقال : والينا الفِصْلان عن أمّهاتها فتوالت ، أي فصلناها عنها عند تمام الحول. ويشتد الموالاة ويكثر حَنِينها في أثر أمّهاتها ، ويُتَّخذ لها خَنْدق تحبس فيها ، وتُسَرَّح الأمهات في وجه من مراتعها. فإذا تباعدت عن أولادها سُرِّحت الأولاد في جهة غير جهة الأمَّهات فترعى وحدها فتستمرّ على ذلك وتُصْحِب بعد أيام. أخبر الأعشى أن نَوَى صاحبتِه اشتدَّت عليه فحنَّ إليها حَنينَ رِبْعيّ السقاب إذا وُولي عن أمّه ، وأخبر أن هذا الفَصيل يستمرّ على الموالاة ويُصحِب ، وأنه دام على حنينه الأول وتمَّ عليه ولم يُصحب إصحاب السَقْب. وإنما فسرت هذا البيت لأن الرواة لمَّا أشكل عليهم معناه تخبّطوا في استخراجه وخلّطوا ولم يعرفوا منه ما يَعرف مَن شاهد القوم في باديتهم ، والعرب تقول : لو ذهبت تريد وِلاء ضَبَّة من تميم لتعذَّر عليك موالاتهم منهم لاختلاط أنسابهم. وقال الشاعر
وكنا خُلَيطى في الجمال فأصبحت |
جِمالي تُوالَى وُلَّهاً من جمالِكِ |
تُوالى أي تُمَيَّز منها. وجاء في دعاء الاستسقاء : «اسقنا غيثاً مَرِيعاً مُرْبِعاً». فالمَريع : المُخْصِب الناجع في المال. والمُرْبِع : المُغْني عن الارتياد لعمومه وأن الناس يربعون حيث كانوا فيقيمون للخِصْب العامّ. وقال ابن المظفر : يقال : أَرْبعت الناقةُ إذا استغلق رحمُها فلم تَقبل الماء. ثعلب عن سَلَمة عن الفرّاء : يُجمع ربيع الكلأ وربيع الشهور أَرْبِعة. ويجمع ربيع النهر أَرْبِعاء. قال : والعرب تذكر الشهور كلها مجرَّدة إلا شهري ربيع وشهر رمضان. وفي الحديث في المزارعة قال : «ويشترط ما سَقَى الرَّبيع» يريد النهر ، وهو السَعِيد أيضاً. أبو عبيد عن الفرّاء : الناس على سَكَناتهم ونَزَلاتهم ورِبَاعتهم ورَبَعاتهم يعني على استقامتهم. وقال الأصمعيّ : يقال : ما في بني فلان أحد يُغْني رِبَاعتُه غير فلان كأنه أمره وشأنه الذي هو عليه. قال الأخطل :
ما في معدّ فتى يغني رِبَاعَتُه |
إذا يهمّ بأمر صالح فَعَلا |
اللِّحيانيّ : قعد فلان الأُرْبَعاء والأَرْبُعَاوَى أي متربّعاً. ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الخيل تُثْنِي وتُرْبِعُ وتُقْرِح ، والإبل تُثْني وتُرْبِع وتُسْدِس وتبزُل ، والغنم تُثني وتُربِعُ وتُسْدِس وتَصْلُغ. قال ويقال للفرس إذا استتمَّ سنتين : جَذَع. فإذا استتمّ الثالثة فهو ثَنِيّ ، وذلك عند إلقائه رواضعه. فإذا استتمّ الرابعة فهو رَبَاعٍ. قال : أثنى إذا