٢ ـ ابن سعود :
إن الأمراء من آل سعود تكلمنا عليهم ورغبة الدولة مصروفة إلى القضاء على (آل سعود) للخشية منهم أن تتكوّن دولة عربية تهدد كيان العثمانيين كما وقع فعلا في سابق العهد.
ثم إن الأمير عبد الرحمن آل سعود التجأ إلى الدولة بأمل أن تعيد إليه إمارته. جاء البصرة وبغداد ومعه الأمير عبد العزيز ابنه. فلم يجد ملبيا لمطالبه. وكانت الدولة تراعي جانبه. وترقب الحالة في نجد حذر أن يحدث ما لا تحمده فتستغل وجوده ولكن الأمير عبد الرحمن كان يضمر آمال الإمارة. وهيهات أن يوفق بين الأمرين.
وكان ابنه الأمير عبد العزيز يتوثب للنهوض ويتحين الفرصة للإيقاع بأعدائه (آل الرشيد) ويحاول أن يجد ناصرا ولكنه قطع بأن :
لا يكشف الغماء إلا ابن حرة |
|
يرى غمرات الموت ثم يزورها |
وهذه الأوصاف وجدها في نفسه وكان هذا شأنه. خاطر ، وغامر فلم ير بدا من النزال بنفسه دون استغاثته بمن يوجس منه خيفة. فكانت نتائج ذلك أن تمكن من أعدائه وحصل على مطلوبه لا سيما أن الأحوال ساعدته كثيرا بما حدث من تحول في آل الرشيد. وقد ذكرنا وقائعه.
وإن الدولة لم تجد من يقوم بالمهمة لإيقاف هذا الصائل الجديد الأمير عبد العزيز السعود فكان آخر ما استولى عليه (الأحساء) فلم تشأ الدولة أن تدخل معه في جدال يكلفها أضرارا كبيرة والمشغول لا يشغل بل لا أمل لها في النجاح لما جربته من أسفار شاقة. فاضطرت أن تسكت.
وفي كل هذا لا ننسى أن العقيدة المتمكنة في النفوس ساعدته وكان الميل إليه من الأهلين كبيرا. وهذا أقوى ناصر له في مهماته. ولم تمض مدة حتى وقعت الحرب العامة الأولى فحاولت الدولة جذب ابن