الأستاذ (معروف الرصافي) في قصيدته المنشورة في ديوانه ص ٢٢٥ الطبعة الثانية ، والأستاذ (خيري الهنداوي) في قصيدته المنشورة في صدى الإسلام بعنوان (الحرب في الأرض) بتاريخ ١٦ ذي الحجة سنة ١٣٣٣ ه.
اشترك فيها من الدول من لا رغبة له فيها فاضطروا بين أمرين إما أن يكونوا من شيعتها أو من عدوها ، فلا تقبل الحياد من أحد ، ولا ترضى أن يكون القوم بنجوة فلا يسمع دليل ، ولا يؤبه لمعذرة. فإيران أعلنت حيادها فصارت مطية المتحاربين لا يبالون بخرق حرمتها ولا يتورعون عن انتهاك حريمها.
ويطول بنا تعداد ويلاتها ، فهي أكثر من أن تعد ، لا يعرف أصحابها رأفة بالإنسانية ، ولا يبالون بإزهاق الأرواح ، ولا انتهاك حرمة الدول المجاورة وغير المجاورة ، وكان ذلك يعد ضرورة لازمة لحياة الحرب لا محيص منها ولا بد من ركوبها.
وكفى أن أشير إلى الأستاذ جميل صدقي الزهاوي في قصيدته (مشهد من الحرب الكبرى) وهي مذكورة في ديوانه مما لا أرى حاجة إلى إيرادها. وصفها وصفا لائقا بها. وفي قصيدته الأخرى بعنوان (القوة آفتها الغرور) صور نفوس الغالبين بإهمالهم ما وعدوا الأمم من حرية ، واستبدوا بها وقالوا هذا هو الخير.
وهذه تعين الوعود أثناء الحرب ، وشروط (ويلسن) ، ثم ما قاموا به منتصرين حتى عتوا عتوّا زائدا ، وطغوا في الأرض مفسدين ، فاقتسموا الأرض وهكذا مضوا في سبيلهم حتى داهمهم خطر جديد ولا محل لإيراد ما جرى بعد الاحتلال.