العمليات الجسيمة وبذلت ما يقتضي من المبالغ الوفيرة لها وأسرعت في إنشائها فأثبتت بذلك درجة رأفتها على هؤلاء الأهالي وأبدت علو عاطفتها على سكان هذا القطر العالي ، أما هذا القسم من السد الذي يعود إلى الهندية وهو نصب أعيننا. فأني بكمال المسرة ابتهج به واستجيده وأشهد بهمة الهيئة الفنية ومهارتهم المصروفة في هذا الباب وحسن اتقانهم.
إلا أني أرى أن هذا المصراع المفتوح للمجرى القديم من الفرات والأبواب الستة التي أنشئت في صدر هذه الترعة لا تكفي لنفوس هذا اللواء الجسيم ولا يفي بإسقاء أراضيهم وإرواء مزارعهم ، ولذلك أتوكل على عون الباري سبحانه وتعالى وأعدكم بأني سأسعى بكل جهدي في إكمال ما نقص وإتمام ما يؤمن سعادة هذا اللواء ورد حياته بما يقتضيه من الأعمال. وها إني مستعينا بالله أفتتح هذه الترعة وأعرض شكري وأبدي منّتي لمن أجاب الدعوة بتشريفه من الحضار الكرام» ا ه (١).
وكان هذا العمل في الحقيقة كبيرا مع ضعف في الحكومة ، وضيق حالتها ، والأزمة التي أصابتها في إدارتها وحروبها المتوالية بحيث لم تهدأ لها أمورها.
عشائر السماوة :
ثارت على الحكومة ، فأرسل إليها قائممقام قضاء الهندية الأستاذ ناجي السويدي فنصح لهذه العشائر وأتم المهمة بأحسن وجه ، فنال تقدير الوالي ومجلس الإدارة. وكان قتل الرئيس خاچي في بعض المعارك ، وكانت العشائر الثائرة الزياد والظوالم والجياش والجبور (٢).
__________________
(١) الزوراء عدد ٢٤٤١ في ١ المحرم سنة ١٣٣٢ ه.
(٢) الزوراء عدد ٢٤٤٢.