زعمائهم يطلبهم ، فلبّوا الطلب ، فحضر إليه خلق كثير من القرى في شيخان مع زعماء أربعة منهم. ولما قاربوا الموصل خرج لاستقبالهم ومعه العلماء والأعيان ، يتقدمهم أمراء الجيش ، والموسيقى العسكرية فدهش القوم لهذا الاحتفاء والإكرام. حتى وصلوا إلى دار الحكومة ، ومعهم أميرهم (ميرزا بك). فوقف الفريق مع الوالي ، فعرض عليهم أمر الفريق بأن يلعنوا الشيطان فسكتوا ، وكرر عليهم الأمر ثلاث مرات ، وهم ساكتون. فأمر الفريق الجند بضربهم ، فضربوهم ضربا مبرحا حتى مات منهم ثلاثة ، وألقي الجرحى في المستشفيات ليعالجوا ، ومن سلم من الأذى قربهم فجعلهم عنده وأكرمهم وأحسن مثواهم لعلهم يهتدون.
ثم أبرق بأن عشرين ألفا من اليزيدية اهتدوا بهمة الفريق. وطلب أوسمة للأمير ميرزا بك وإخوته ، فأرسلت ، وكان ميرزا بك مقيما عنده ، وأما بقية اليزيدية فقد رجعوا إلى قراهم رويدا رويدا. فكان ذلك مدعاة لحبوط أعماله (١).
ومن ثم اتخذ طريقة أخرى فأرسل معلّمين يعلمونهم القراءة وأصول الدين فطردوهم وهدّدوهم بالقتل إذا لم يرتدعوا. فلما بلغ عمر باشا ذلك أنفذ ابنه مع كتيبة من الجند إلى قرى الشيخان. فنهبوا القرى ، واستاقوا المواشي وسبوا النساء والأولاد وذبحوا من رجالهم خلقا. وأضرموا النيران في أربع قرى من قرى الدنادية (٢) ، فاحترقت بأهليها ومواشيها.
ثم سار الفريق إلى سنجار ، فأقام مدة طويلة يحاول فتحها .. وفي خلال غيابه أخبر وكلاء الدول الأجنبية سفراءهم باستنبول ، فأطلع الباب العالي على هذه المظالم ، فأرسلت لجنة تفتيش بزي جبليين لاستقصاء
__________________
(١) الزوراء عدد ١٥٢٢ في ٣ صفر سنة ١٣١٠ ه.
(٢) عشيرة في غربي (باعذرى) تشتمل على ثماني قرى يزيدية.