النبوة ، وصداقتي للمليك يسهل بهن كل صعوبة بلطف منه تعالى وكرم. والتوفيق الإلهي معاضد الهمة والخلوص إليه تعالى.
والشريعة المطهرة هي حبل الله المتين ، وكانت ولا تزال مدار اعتصامنا حالا واستقبالا. والقانون لا ينحرف عن الشرع. وهما ميزان الاعتدال. وما دمتم ملازمين للصلاح ، فلكم أن تأملوا من عمّالكم خيرا ، وإن عمالكم أعمالكم كما ورد في الأثر. والكمال لله ، والعصمة مختصة بأنبيائه. فإذا اعترتني غفلة في أداء الواجب فأيقظوني ، وإن بدا منّي قصور فاخطروني ، وليس بعيب ظهور الخطأ من الإنسان ، وإنما العيب في الإصرار على الخطأ. والحق أحق أن يتبع. وهو بالالتفات أحرى ، وبالتلقي أولى. سوى إن وظيفتي من الأمور التي اتخذتها أقدس ما يكون في الدنيا. أحب وظيفتي وأودها وذلك منطبع عندي.
اعلموا أنه لا تكون رئاسة بلا سياسة.
وإني بمشيئة الله تعالى وعونه لا أبدي فتورا ولا ضعفا في إجراء السياسة ، وإيفاء حق الرئاسة اسم الخليفة الأعظم. طبق الحد الذي عينه الشرع والقانون وها أنا قد عاهدت الله ذا الجلال. وأعطيته ميثاقا على أن أسعى السعي البليغ فعلا لا قولا فقط بأنني ذلك العبد المخلص لولي نعمته. وإني من أصدق عبيده ، وأطوعهم ، وأصرف المجهود ، وأبذل المستطاع.
هذا. وإني آمل من رفاقي الكرام وأعيان الأهلين أن يؤازروني مؤازرة كاملة في هذا الأمر ، وأسأل الباري تعالى أن يزيد في عمر مولانا الملك. ويوفر شوكته ويؤيد ملكه. ويجعل توفيقاته دليل السداد ومنهاج الرشاد آمين.
وبعد أن أنهى الوالي خطابه شرع صاحب الفضيلة نعمان خير الدين الآلوسي يتلو دعاء بليغا ضمنه التوسل إلى الله بأن يزيد في عمر حضرة المولى الخليفة. وعقب هذا تلا وكيل بطريق ملة السريان أيضا