الوضع. فالدولة كانت في شغل من حروب روسية والمغلوبيات المتوالية الأخرى فليس لها من الوقت ما تتمكن به أن تلتفت إلى داخليتها. لذا نرى حوادث ايران مهملة بل إن وجودها مما دعا أن لا يقع تدخل.
وزارة عمر باشا
إن الكهيات السابقين اتفقوا على الوقيعة بالوزير وبعد قتله اجتمع الأعيان فوافقوا على ترشيح عمر باشا وزيرا على بغداد والبصرة فكتبوا محضرا جاء فيه أن علي باشا له ميل إلى ايران. يراعيهم في أكثر الأمور. اتفق على تسليم بغداد لهم. فلم نصبر على اغماض العين المستلزم للخيانة العظمى كما أن عاقبة ذلك وخيمة. ولو أرسلنا خبرا إلى الدولة خشينا من فوات الفرصة وأن يحدث أمر أكبر بحيث لا يتيسر تدارك الخطر فلزم الإسراع فاضطررنا لاتخاذ الإجراءات الفعلية. والآن رأينا عمر الكهية صادقا للدولة وأن كل عمل من أعماله موافق لإرادتها ، وأن وزراء الخارج لا يستطيعون ضبط المملكة وحسن ادارتها ، فتتمنى أن تعهد إليه الوزارة.
أما رجال الدولة فكانوا يعلمون أن هذه النسبة محض اختلاق ، لكن نظرا لمحضر الوجوه وترشيحهم لعمر الكهية وجهت إليه وزارة بغداد والبصرة وجاءه الفرمان بذلك. فنال أقصى أمانيه وبادر في رؤية المصالح والأمور.
وفرمانه يتضمن أن قطر العراق يستدعي العناية أكثر ، فهو مهم جدا ، فأودع إلى لياقتك وبعد نظرك ، وتدبيرك القويم ، ولا شك أن همتك تظهر في حراسة الثغور ، ومراعاة الحدود ، والخدمات اللائقة كما هو المأمول. وهذا ما أجزم به وانتظره بفارغ الصبر. وأنا مترقب منك جليل الأعمال لاكتساب التوجهات الحسنة ومزيد التلطفات. فأودعت إليك هذه الأمانة إيالة بغداد والبصرة ، والمطلوب أن تضبط وتدار بالوجه