العسكر جموعهم فقتل أكثرهم وولوا الأدبار فلم يبق لهم مجال أن يلتفتوا إلى أولادهم وعيالهم وإنما ألقوا بأنفسهم على المعبر من الفرات فغرق أكثرهم. وحينئذ ألقي القبض على نحو خمسمائة من ذراريهم وعيالهم وخرج الباقون إلى الصحراء إذ لم يجدوا منجى لهم في الغابات فأبلى فيهم الجيش (١).
هذا ، وإن مؤلف الدوحة قدم التفصيلات بقلمه إلى الوزير بإمضاء الكتخدا فشكره على ما أبدى وأمره يبقى بضعة أيام لتكون سطوته أكبر وأعظم.
عشائر زوبع :
بقي الكتخدا بضعة أيام ثم قصد عشيرة (زوبع) ، ومن بقي من عشائر البو عيسى والجميلة إذ إنهم كانوا متفقين مع الدليم إلا أنهم انحازوا إلى جانب ، ولما لم يؤدوا الميري تيقنوا بالخطر فتركوا ديارهم ونهجوا إلى الفيافي والقفار. وإن (البو عيسى) و (الجميلة) تعهدوا ببعض النقود بسبب انفصالهم وطلبوا العفو ومن ثم فوض بعض من باشر التحصيل منهم (٢).
وأيضا ندم أهل شفاثا على المخالفة وتعهدوا بأداء الميري فأغمض الكتخدا عينه عنهم وفوض عليّا موظف (المصرف السابق) ليقبض ما بذمتهم ونظم بعض المهام وطلب الإذن بالعودة فعاد بجيوشه في ٢٨ ربيع الآخر.
وحين عودته ألبس الخلعة وأكرم باقي موظفيه واحتفل بهذا النصر وتقدمت القصائد في مدح الوزير والكتخدا ومن جملة من مدح الوزير
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٣٦.
(٢) عشائر العراق الريفية ج ٣ فيه تفصيل عن هذه العشائر وزوبع في المجلد الأول.