أصاب الحكومة من غوائل ألهتها فصاروا ينظرون إليها بنظر الاستغراب. فلما جاءهم داود رأوا كصاعقة اصابتهم ، واضطروا إلى الانقياد والطاعة وتعهدوا بالميري وقدموا الهدايا ...
أما القائد داود فمراعاة للمصلحة عاملهم بالحسنى ثم رجع بناء على أمر الوزير ونظم الاشغال لكنه قبل أن يتمها صدر الأمر بعودته فعجل بالرجوع حذر أن يحمل عمله على محمل آخر.
وإن أكبر شيوخ الخزاعل محسن الغانم جاء إليه وأبدى الطاعة فراعى جانبه وأحسن إليه واستصحبه إلى بغداد وحصل على واردات جسيمة وأبدى سطوة.
وفي سلخ صفر عاد. ومدة سفرته ثلاثة أشهر و ١٦ يوما (١).
وإلى هذه الوقعة أشار الشيخ صالح التميمي بقصيدة مطلعها :
أمدبرا قطر الممالك بعد ما |
|
عجزت ولاة الأمر عن تدبيرها (٢) |
تبدلات في الموظفين :
وقبل عودة داود كان قد عزل الوزير وكيل الكتخدا درويش آغا ونصب مكانه متسلم البصرة السابق الحاج عبد الله آغا وكيل الكتخدا. وهذا مما لا شك في مقدرته قام بأعباء جسيمة. أبدى فيها كفاءة فهو مجرب للأمور. ولكن الأحوال كانت مختلة. ولو نصب غيره أيضا لما أمكنه التنظيم. ولهذا اكتفى داود بالدفترية حبّا في برودة الرأس من الغوائل (٣).
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٦٣.
(٢) ديوان الشيخ صالح التميمي ٣١.
(٣) دوحة الوزراء ص ٢٦٣.