بغداد وخصص له مندلي لإدارته (١).
سفر الوزير على عبد الرحمن باشا :
أخذ عبد الرحمن يتمادى في أعماله ويتجاوز على بعض القرى وعلى الرعايا حتى أنه حاول الاستيلاء على إربل وقراها وتطاول على قرى كركوك ، لذا عزله الوزير ووجه لواء بابان إلى خالد باشا وجعل ألوية كوى وحرير إلى سليمان باشا وتأهب للسفر عليه فنهض من بغداد في ٢١ جمادى الأولى وسار نحو لواء السليمانية. أما عبد الرحمن باشا فإنه أبدى تجلدا فتلاقى الفريقان في محل قريب من (كفري). رتبا صفوفهما واستعرت الحرب وضاق الأمر.
وفي ساحة القراع بدا الانكسار في العشائر وبعض العثمانيين ولم يبق سوى جيش الوزير وأعوانه ، والمدفعية والبندقيين من عقيل وبعض البابانيين الموجودين. وفي هذه المعركة أبدى داود الدفتري من البسالة ما يفوق الوصف ، وقام يحرض القوم ويحضهم على المصابرة. ولم تمض مدة حتى ظهرت علائم الفوز في جيش الوزير فتغلب على عبد الرحمن باشا.
وقتل في هذه الحرب خالد بك من إخوة عبد الرحمن باشا وكثيرون وتفرقت سائر الجيوش واستولت الحكومة على الخيام وسائر الأموال والمعدات.
إن الوزير بقي هناك مدة ثلاثة أيام ثم توجه نحو كركوك. فاتهم بالخيانة كلّا من متسلم كركوك خليل آغا آل صاري مصطفى آغا ، وقاضيها عبد الفتاح ، ومحمود بك الزعيم (ميرالاي) ، وقاسم آغا وكان آغا بغداد وثلاثة من أعيان شمر وشيخهم (شاطي) وكان مد يده على
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٥٤.