إلى ربوع الكرد فلما ملكا قياد الأمر ، وتوليا زمام بغداد سافر من الدورق وفر إلى أبي شهر ليتقاضى منهما ما أسدى إليهما من جميل فلما وصل إلى بغداد وعلما منه المطالبة بالوزارة من حالت أفندي حذرا منه ولم يذكرا الجميل فأمر الوزير بقتله فقتل (١).
وقائع أخرى :
جاء عبد الرحمن باشا بترغيب من حالت إلى جهة بغداد بالوجه المبسوط ، واستصحب معه عبد الفتاح باشا متصرف درنة وباجلان إلا أن هذا أبدى إهمالا وظهرت منه خيانة على ما أشيع فبعد دخول عبد الله باشا واستقلاله بالحكم عزل عبد الفتاح باشا ووجه الولاية إلى خالد باشا الباباني تنفيذا لرغبة عبد الرحمن باشا ابن عمه كما أن عبد الرحمن باشا ساعد الوزير ومكنه من الحكم وعزم أن لا يترك جانبه ما لم يأت منشور التوجيه إليه.
وكان لسليمان باشا نوع انتماء ضمني إلى شاه ايران. لذا لم يوافق الشاه أن يقوم بسفر عليه. وبسبب وقعته المعلومة تكدر مما جرى. وعلى هذا زال المانع بوفاته ومن ثم ولما كانت سردشت المعروفة بـ (كلاس) من مضافات (صاوق بولاق) وصارت في تصرف العراق منذ ثمانين أو تسعين عاما. ودخلت في حوزة حكام بابان فقد عزم أمير صاوق بولاق وهو بوداق خان على ضبطها وسير له الشاه جيشا فاضطر عبد الرحمن باشا إلى الاستئذان من عبد الله باشا للذهاب فأذن له وفي ١١ صفر عاد إلى دياره.
وفي ٢١ ربيع الآخر ورد منشور الوزارة المتضمن التوجيه بواسطة
__________________
(١) مطالع السعود ص ١٩٣.