ثم حشد سعود بأهل العارض واستلحق غزوا من البلدان ونزل (التنهات) الروضة المعروفة عند الدهناء. أقام فيها ثم رحل ونزل (الحفر) الماء المعروف بحفر العتك فأقام أكثر من شهرين.
وأما ثويني فاجتمع عليه جنوده وبواديه كلها (بالجهرا). ثم رحل منها وقصد ناحية الأحساء فلما علمت عشائر ابن سعود برحيله ظعنوا عن قرية ثم ظعنوا عن الطف وانحاز إلى أم ربيعة لوجود المياه المعروفة في تلك الناحية واشتد عليهم الأمر وساءت الظنون ونزل ثويني بالطف.
وكان سعود أرسل جيشا من الحصر مع حسن بن مشاري بن سعود واستعمله على من كان مع ابن معيقل وصاروا ردءا للعشائر تثبيتا لها.
ثم إن ثويني رحل من الطف ونزل على الشباك الماء المعروف في ديرة بني خالد فلما قصد ثويني ذلك الماء كثر الخلل في عشائر الأمير ابن سعود.
وفي هذه الأثناء حدث الرعب في قوم ابن سعود وحصل اليأس إلا أنه وقع ما لم يكن في الحسبان فإن عبدا اسمه (طعيس) من عبيد (جبور بني خالد) قتل الشيخ ثوينيا ضربه بحربة كان فيها حتفه وقتل العبد من ساعته وحمل ثويني إلى الخيمة.
وكان بين براك وبين حسن بن مشاري مراسلة لأنه ندم على السير مع ثويني لأنه رأى وجهه وإقباله لأولاد عريعر. فعرف أنه إن استولى على الأحساء لم يؤثر عليهم أحدا. فلما قتل ثويني انهزم براك إلى حسن ابن مشاري وكذا من معه من عسكر ابن سعود فوقع التخاذل والفشل في جنود ثويني وألقى الرعب في قلوبهم فارتحلوا منهزمين فتبعهم قوم ابن سعود وعشائره وقتلوا منهم كثيرا وغنموا غنائم عظيمة واستمروا في سوقهم إلى قرب الكويت يقتلون ويغنمون وحازوا منهم أموالا عظيمة من