دون أن تشهر في
وجوههم الحراب وتنصب في طرقهم الشباك ، بل وانّى يمكن أن يتصور أن تترك للإسلام
الحنيف السبل شارعة والمسالك نافذة ، يقيم دعائم الحقّ ويرسي جذور العدل ، بلى لا
يمكن تصور ذلك ، وتلك حقائق لا يمكن الإغضاء عنها.
ومن كان علي عليهالسلام؟ هل كان إلا كنفس رسول الله صلىاللهعليهوآله
رزق علمه وفهمه ، وأخذ منه مالم يأخذه الآخرون ، بل كان امتداداً حقيقياً له دون
الآخرين ، وهل كانت كفه عليهالسلام
إلا ككف رسول الله صلىاللهعليهوآله
في العدل سواء
وهل كان عليهالسلام إلا مع
الحقّ والحق معه حيثما دار .
وهل كان عليهالسلام
لو ولي امور المسلمين ـ كما أراد الله ورسوله ـ إلا حاملاً المسلمين على الحقّ ، وسالكاً
بهم الطريق القويم وجادة الحقّ .
بلى كان يعد من السذاحة بمكان أن يمكن
علياً عليهالسلام من تسنم
ذروة الخلافة وامتطاء ناصيتها ، لأن هذا لا يغير من الأمر شيئاً بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويظهر لهم وكأنه صلىاللهعليهوآله ما زال بين ظهرانيهم ، يقيم دعائم
التوحيد ، ويقف سدّاً حائلاً أمام أحلامهم المنحرفة التي لا تنتهي عند حد معين ولا
مدى معروف.
ولعل الاستقراء البسيط لمجرمات بعض
الامور يوضح جانباً بيناً من تلك
__________________