[تفريع على حروف الهجاء]
قال ابن مالك : (فصل : لهذه الحروف فروع تستحسن ، وهي : الهمزة المسهّلة ، والغنّة ومخرجها الخيشوم ، وألفا الإمالة والتّفخيم ، والشّين كالجيم ، والصّاد كالزّاي ، وفروع تستقبح وهي : كاف كجيم ، وبالعكس ، وجيم كشين ، وصاد كسين ، وطاء كتاء ، وظاء كثاء ، وياء كفاء ، وضاد ضعيفة).
______________________________________________________
الشّرح : يشير ابن مالك بما سبق إلى أن الهمزة من جملة حروف المعجم ، خلافا للمبرد ، ودليله أنّ أقل أصول الكلمة المعربة ثلاثة أحرف ؛ فلو تكن حرفا لكان مثل أخذ ، أجل على حرفين ، ومعنى تستحسن : أي توجد في كلام الفصحاء ، والهمزة المسهّلة فرع عن الهمزة المخففة ، وهي حرف واحد عند سيبويه ، وعند السيرافي (١) ثلاثة ، ويقال لها : همزة بين بين ، أي : بين الهمزة وحرف من حروف اللين.
والغنة ومخرجها الخيشوم وهي فرع النون ، ولا عمل للسان في الغنّة ، والخيشوم ، خرق الأنف المنجذب إلى داخل الفم ، وليس بالمنخر (٢).
وألفا الإمالة ، والتفخيم وأصلهما الألف المنتصبة ، التي ليس فيها تفخيم ولا ترقيق ، وألف الإمالة هي القريبة من الألف الأصلية ، وذلك في الإمالة اليسيرة ، وألف التفخيم هي التي بين الألف والواو ، قال سيبويه (٣) : كقول أهل الحجاز :الصلوة والزكوة والحيوة ، ولذلك كتبت بالواو.
والشين كالجيم وهي فرع عن الجيم الخالصة ، كقولهم في أشدق : أجدق بين الشين ، والجيم.
والصاد كالزاي وأصلها الزاي الخالصة ، وهي التي يقل همسها قليلا ، فيحدث فيها جهر ما مثل : قزد له أي قصد له ، وقولك في مصدر : مزدر.
وفروع تستقبح وهي كاف كجيم ، وبالعكس ، وجيم كشين ، وصاد كسين ، ـ
__________________
(١) المساعد (٤ / ٢٤٣) ، والشافية (٣ / ٢٥٦).
(٢) الشافية (٣ / ٢٥٥).
(٣) الكتاب (٤ / ٤٣٢).