.................................................................................................
______________________________________________________
تكون الياء المدغم فيها آخر فعل نحو : حيّ إذا بنيته للمفعول فإنك تقول فيه : حيّ ، ولا يجب فيه إبدال الضمة كسرة ، لكنه يجوز كما سيأتي ، واعلم أن تاء التأنيث إذا ختمت بها الكلمة بعد الياء المدغم فيها المضموم ما قبلها لا يخرج الياء المذكورة عن أن تكون آخرا وذلك نحو : مرميّة ومقضيّة ، فيجب لها من إبدال الضمة كسرة ما وجب لنحو مرميّ ومقضيّ ، ولذلك قال المصنف : لفظا أو تقديرا بعد قوله : هي آخر اسم.
المسألة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة : أن الكسرة تبدل ـ أيضا ـ من كل ضمّة في واو قبل واو متحركة تليها زيادتا فعلان أو علامة تأنيث ، وإلى ذلك الإشارة بقوله : وكل ضمة في واو ... إلى آخره ، وهو معطوف على قوله : كل ضمة من قوله : وتبدل كسرة كل ضمة ، فمثال الضمة في الواو قبل الواو المتحركة التي تليها زيادتا فعلان أن تبني من القوة اسما على وزن السّبعان ـ وهو موضع ـ فتقول : قويان ، أصله : قووان ، فأبدلت الكسرة من الضمة فوقعت الواو التي هي لام بعد كسرة فأبدلت ياء ، وأنا أذكر ما ذكره ابن عصفور في هذا المثال من المذاهب ، ثم أرجع إلى كلام المصنف. قال ـ رحمهالله تعالى ـ : ونقول في فعلان منها ـ أي القوة ـ : قووان وإن شئت أسكنت الواو الأولى تخفيفا وأدغمت ، فقلت : قوّان هذا مذهب سيبويه (١). وقال أبو العباس : ينبغي لمن لم يدغم أن يقول : قويان ، فيقلب الواو الثانية ياء والضمة التي قبلها كسرة ؛ لئلا تجتمع واوان في إحداهما كسرة ، والأخرى متحركة قال : وهذا قول أبي (عمر) (٢) وجميع أهل العلم (٣). وقال أبو الفتح : الوجه عندي إدغامه ليسلم من ظهور الواوين مضمومة إحداهما ، ولأنه إذا قال : قويان التبس بفعلان فمن هنا قوي الإدغام (٤) ، ثم اعترض على نفسه بأن قال : فإن قيل : إذا أدغم ، لم يعلم أفعلان هو أم فعلان بكسر العين ، قيل : هذا مذهب محال ؛ لأنك لو أردت فعلان لقلبت الواو الآخرة : ياء لانكسار ما قبلها ، فيختلف الحرفان فتقول : قويان ، فلا تدغم (٥) ، والصحيح ما ذهب إليه سيبويه ، أما ما ذهب إليه ابن جني من أن قلب الضمة ـ
__________________
(١) الكتاب (٢ / ٣٩٤).
(٢) في النسختين : «عمرو» والصحيح أنه أبو عمر الجرمي ، انظر : الممتع (٢ / ٧٥٩).
(٣) راجع التذييل (٦ / ١٦٠ ب) ، والمساعد (٤ / ١٣٧) ، والمنصف (٢ / ٢٨٢).
(٤) راجع المنصف (٢ / ٢٨٢).
(٥) المنصف (٢ / ٢٨٢).