.................................................................................................
______________________________________________________
كسرة والواو ياء في : أدل ونحوه وهو كون الاسم معرضا لمباشرة ياء النسب وياء المتكلم نحوهما مما يتعذر الواو معه أو تستثقل الكلمة بسببه ، ولأجلها يعل غزو إذا سمي به ، ولا شك أن هذه العلّة منتفية من نحو : يزيد فيظهر الفرق. وذكر الشيخ أن الاسم الأعجمي الذي آخره واو قبلها ضمة نحو : سمندو إذا نقلته العرب إلى كلامها أبقته على ما كان عليه ولا تغيره ، ولا يخفى أن نحو : سوء المرفوع إذا خففت ، وقيل فيه : سوء بالنقل والحذف لا تقلب فيه الضمة كسرة ، ولا الواو ياء ؛ لأن تطرف الواو عارض بسبب التخفيف والمتطرف في التقدير هو الهمزة ولا اعتداد بالعارض ، وأن جمع المذكر السالم في الرفع ليست الواو فيه متطرفة ؛ لأن النون بعدها أو ما عاقب النون وهو المضاف إليه ، وأيضا فإن الواو لا تسلم إذ تخلفها الياء فلا يثبت لها الحكم الذي تقدم.
المسألة الثانية : أن الكسرة تبدل أيضا من كل ضمة يليها واو مدغمة في ياء وإلى ذلك الإشارة بقوله : أو مدغمة في ياء ، وهو معطوف على قوله : هي آخر اسم التقدير : ياء أو واو [٦ / ١٦٣] هي آخر اسم صفته كذا ، أو واو مدغمة في ياء ، أي وتبدل كسرة كل ضمة يليها واو مدغمة في ياء وذلك نحو : مرمي ومقضي ، في المفرد وعصى ودلي وجثي في الجمع ، أما مرمي ومقضي فاسما مفعول من رمى وقضى ، أصلهما مرموي ومقضوي ، فسلك بهما قياس مثلهما في الإبدال والإدغام كما سيأتي ذلك بعد فصلين من هذا الفصل في كلام المصنف (١) ـ إن شاء الله تعالى ـ فبعد الإبدال والإدغام بقيت الضمة قبل واو مدغمة في ياء ؛ الواو واو مفعول ، والياء لام الكلمة ؛ فأبدلت الكسرة منها ليخف النطق بالكلمة فقيل :مرمي (٢) ومقضي ، وأما : عصي ودلي وجثي ، فإنها جمع : عصا ودلو وجاث جمعت على فعول ، ولام كل منها واو فقلبت ياء لتطرفها ، ثم قلبت الواو الزائدة ياء ـ أيضا ـ لتدغم في ما بعدها على القاعدة في مثله وبعد القلب والإدغام بقيت الضمة قبل واو مدغمة في ياء ؛ فأبدلت الكسرة منها للعلّة التي تقدمت ، ثم إن المصنف قيّد الياء المدغم فيها ؛ بكونها آخر الاسم ، فاحترز بالآخر من نحو ياء : ضيّم فإنها ياء مدغم فيها ولا يجب كسر الضمة ؛ لأن الياء ليست آخرا ، واحترز بالاسم من أن ـ
__________________
(١) التسهيل (ص ٣٠٩).
(٢) انظر : الممتع (٢ / ٤٥٦).