.................................................................................................
______________________________________________________
الأسماء المتمكنة ما آخره حرف علة إنما يكون في الأفعال نحو : يدعو ويغزو ، فإن قيل : لم خص الفعل وهو أثقل من الاسم بهذا الذي رفض من الاسم. فالجواب :أن ذلك سهل عليهم في الفعل لتعرضه بحذف آخره في الجزم. والمستثقل إذا كان بصدد الزوال هان أمره والاسم ليس كذلك ، وأيضا فإن آخر الاسم معرّض لما تتعذر الواو معه ، أو يكثر استثقالها كالجرّ ، وياء المتكلم دون وقاية ويائي النسب ، وآخر الفعل ليس كذلك ولذلك لم يبال بهو ، وذو بمعنى الذي لأنهما لا يلحقهما ما ذكرته. انتهى. وقال ابن عصفور في تقسيم ذكره : وإن كانت الحركة ضمة ، وكان حرف العلّة متطرفا قلبتها كسرة وقلبت حرف العلّة إن كان واوا ياء ثم يصير حكمه في الإعراب حكم الاسم الذي في آخره ياء قبلها كسرة ، وذلك نحو : أظب جمع ظبي وأحق جمع حقو .. أصلهما أظبي وأحقو ، فأمّا أظب فاستثقلت الضمة فيه قبل الياء كما تستثقل الواو قبل الياء في مثل طيّ أصله طوي فقلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء في الياء. وأما أحق فاستثقلوا فيه الواو المتطرفة المضموم ما قبلها ، وإن لم تستثقل في الفعل ؛ لأن الاسم تلحقه ياء النسب ، ويضاف إلى ياء المتكلم فلو أقرت فيه الواو ، لكان ذلك داعيا إلى اجتماع ضمة وواو قبلها مع ياء النسب أو ياء المتكلم ، والكسرة التي قبلها وذلك ثقيل ، فقلبت الواو ياء والضمة [٦ / ١٦٢] كسرة ، وإن كان حرف العلّة غير متطرف فإن الواو تثبت وذلك نحو : أفعوان ، وذلك أن الموجب لقلبها قد زال وهو كونها معرضة للحاق ياء النسب أو ياء المتكلم ، وأما الياء فإنها تقلب واوا لأجل الضمة التي قبلها كما فعل ذلك في الفعل نحو :لقضو الرجل فتقول في جمع كلية على قياس من قال ركبات : كلوات ، إلا أن العرب التزمت التسكين أو الفتح في لام كلية ؛ لئلا يخرجوا من الأخف ، وهو الياء إلى الأثقل وهو الواو ، وإنما قلبت هنا ولم تقلب في عيبة ؛ لأنها في عيبة عين ، والعين أقوى من اللام (١). انتهى. واقتضى كلامه أن الياء تقلب واوا لأجل الضمة قبلها لكن استدلاله يدفع ما ذكره. فإنه يقال : إن قياس ذلك أن يقال في جمع كلية على قياس من اتبع : كلوات ، ثم قال : إلا أن العرب التزمت التسكين أو الفتح في اللام يعني في عين الكلمة ، وإذا كانوا قد التزموا ذلك فمن أين يثبت أنهم يقلبون ـ
__________________
(١) الممتع (٢ / ٥٥٨ ـ ٥٥٩).