.................................................................................................
______________________________________________________
رخّمت على لغة من لا ينتظر المحذوف ، أن تقلب الضمة فيه كسرة فتنقلب الواو ياء لانكسار ما قبلها كأكسية وأقرية ، نزلوا الكسرة المنقلبة عن الضمة منزلة الكسرة التي هي من نفس الوضع ، وأن الواو قلبت ياء فانقلبت الضمة التي قبلها كسرة ؛ ليخف النطق بالكلمة ، ووجّه أبو الفتح تسويغ أبي علي كلّا من الوجهين ، فوجه الابتداء بالأول بأنك إنما تغير لينطق بما تصير الصيغة إليه وإنما نبتدئ بالحرف من أوله لا من آخره ، ووجّه الابتداء بالثاني بأنك لمّا أردت التغيير ابتدأت به من أمثل المواضع له وهو الآخر (١) قلت : وظاهر ما يعطيه كلام المصنف أن الضمة قلبت كسرة ، فانقلبت الواو ياء ؛ لأنه قال : وتبدل كسرة كل ضمة ، نعم إنما يقول المصنف بإبدال الواو ياء ابتداء حيث تكون الكسرة أصلية كالغازي والعادي والساطي ونحوها ، وقد تقدّم له الكلام على هذا أول هذا الفصل والموجب لتغيير نحو : أظبي إلى أظب ، ونحو : أدلو إلى أدل ـ أن حرف العلة يستثقل عليه الحركة الثقيلة ؛ كالضمة والكسرة إذا كان قبله حرف متحرك ، فإذا كان ياء قدّروا الحركة في الياء ثم إن كان قبلها كسرة أبقوها للمناسبة ، وإن كان ضمة قلبوها كسرة ليخف النطق وصار اللفظ بالمرفوع والمجرور واحدا وإذا كان واوا ، فلا شك أن الواو أثقل ، ولذلك لم يوجد في الأسماء المعربة ما آخره واو قبلها ضمة بالموضع ، لكن قد يؤدي التصرف في الكلمة بجمع أو ترخيم إلى وجود ذلك فيفعل فيه ما تقدم ذكره من إبدال الضمة كسرة ، وقلب الواو ياء وإن وجد قبلها كسرة قلبت الواو ياء للخفة نحو : أكسية (٢) وأقرية أصله : أكسوة وأقروة فقلبت الواو ياء للكسرة قبلها ، ولم يبقوا الواو مع الكسرة فيقولوا : أكسوة أبقاها مع الياء لعدم المناسبة وأما الفعل فإنه يقع فيه الواو بعد الضمة كيدعو ويغزو لعدم المحذور الذي يحصل لو وقع ذلك في الاسم. قال المصنف في إيجاز التعريف : يجب إبدال الضمة كسرة إن وليها في آخر الاسم ياء أو واو كأظب جمع ظبي. وأجر جمع جرو وأصلهما : أظبي وأجرو كأفلس (٣) وأضرس ، فكسرت عيناهما وجريا مجرى قاض وغاز ؛ لأنه ليس في ـ
__________________
(١) انظر : التذييل (٦ / ١٥٨ ب) ، والخصائص (١ / ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، ٢ / ٤٧٠ ـ ٤٧٢) ، وابن جماعة (١ / ٣٠٤).
(٢) انظر : الفيصل في ألوان الجموع (ص ٤٣).
(٣) انظر : الممتع (٢ / ٤٦٨) ، والكتاب (٢ / ١٧٦).