.................................................................................................
______________________________________________________
موضعان. موضع فيه البدل خاصة ، كما هو في المواضع المتقدمة وهو ما وقعت فيه الواو لاما لفعلى الوصف كالدّنيا والعليا ، وموضع فيه مع البدل إدغام وهو ما وقعت فيه الواو مجاورة لياء في كلمة ، وقد سكن السابق منهما ، وقد ذكرهما المصنف ، وأفرد لكل منهما فصلا سيأتي من بعد إن شاء الله تعالى ، وعلى هذا يكون إبدال الواو ياء في عشرة مواضع ، ثم ذكر المصنف كلمات خمس شذّات ، وأنها لا يقاس عليها ، وذلك أن منها ما يستحق إبدال الواو فيه ياء ولم تبدل وهو : مقاتوة وسواسوة وأقروة ، ومنها ما يستحق تصحيح الواو فيه فأبدلت وهو : ديوان واجليواذ ، أما : مقاتوة فهي جمع مقتو ، اسم فاعل من القتوى ، أي : خدم وساس. قال عمرو بن كلثوم :
٤٣٠٠ ـ متى كنّا لأمّك مقتوينا (١)
وقال يزيد بن الحكم :
٤٣٠١ ـ تبدّل خليلا بي كشكلك شكله |
|
فإنّي خليلا صالحا بك مقتوي (٢) |
فمقتر مفتعل من القتو ، وهو الخدمة (٣) قال الشاعر :
٤٣٠٢ ـ إنّي امرؤ من بني خزيمة لا |
|
أحسن قتو الملوك والحفدا (٤) |
__________________
(١) عجز بيت من الوافر من معلقة عمرو بن كلثوم وصدره :
تهدّدنا وأوعدنا رويدا
والشاهد فيه : قوله : مقتوينا حيث جاءت فيه الواو مصححة شذوذا والقتو : خدمة الملوك. يقول : ترفق في تهددنا وإيعادنا ولا تمعن فيهما ، فلسنا خدما لأمك حتى نعبأ بتهديدك ووعيدك والبيت في : نوادر أبي زيد (١٨٨) ، وخزانة الأدب للبغدادي (٣ / ٣٢٦ ، ٤٢٠) ، والتصريح (٢ / ٣٧٧) ، وشرح المعلقات (ص ١٢٨) ، والتذييل (٦ / ١٥٥ ب) ، والمساعد (٤ / ١٢٨).
(٢) من الطويل والشاهد : في قوله : مقتوي وهو مفعلل ، وأصله : مقتوّ.
ونصب خليلا ـ من قوله : فإني خليلا صالحا ... ـ بمقتوي على تضمينه معنى متخذ. انظره في : الذخائر (٢ / ١٠٤) ، والمحتسب (٢ / ٢٥) ، واللسان «قتا» ، والتذييل (٦ / ١٥٦ أ).
(٣) اللسان «قتا».
(٤) من المنسرح قائله لبيد وجاء في اللسان «قتا» برواية :
قتو الملوك والخببا
والخبب : الخبث ، والحفد في الخدمة والعمل : الخفة. والبيت في مجالس ثعلب (ص ٥٣٤) ، والخصائص (٢ / ١٠٤) ويس (٢ / ٣٧٧) واللسان «خبب ، وقتا».