.................................................................................................
______________________________________________________
كسرة ، ثم تقلب الواو التي بعد الياء ياء لاجتماعهما مع ياء ساكنة قبلها ، وأما الواو الثالثة فتدغم في الرابعة ؛ إذ لا موجب لقلبها لعدم الواوين قبلها (١). قال : ولو بنيت من القوّة مثل : عثول قلت : قيّو أصله : قووو قلبت الأولى ـ لكسرة ما قبلها ـ ياء ، وأقرت الثانية ؛ لأنها زائدة للإلحاق ، واتفق الزجاج والخياط على هذه المسألة ، وأنك تقول فيها : قيوو ، كما ذكرنا ، انتهى.
السابع : ما وقعت فيه الواو رابعة فصاعدا طرفا ، وكانت إثر فتحة ، وسواء أكان ذلك في فعل أم في اسم فمثال الفعل : أغزيت وأعطيت واستعليت ، ومثال الاسم مغزى ومعطى ومستعلى ، فالألف منقلبة عن ياء هي بدل من واو ، والدليل على أن الألف منقلبة عن الياء أنك تقول في التثنية : معطيان ومستعليان (٢) ، وقد علّل هذا القلب بأن همزة النقل لمّا دخلت على الفعل صارت الواو رابعة فقلبت ياء حملا للماضي على مضارعه ، يعني أن الواو تقلب ياء في يعطي ؛ لانكسار ما قبلها ، فحمل الماضي في ذلك عليه ، قالوا : وهذا الحمل كما حمل اسم المفعول من نحو :معطى على اسم الفاعل نحو : معطي ، كما حمل مرضيان في قلب واوه ياء حملا على يرضيان ، فالحاصل أن الماضي حمل على المضارع واسم المفعول على اسم الفاعل ، والمضارع المبني للمفعول على المضارع المبني للفاعل (٣).
الثامن : ما وقعت فيه الواو كذلك غير أنها ليست طرفا ، إنما وقعت قبل هاء التأنيث وذلك نحو : معطاة ومستعلاة ؛ لأن هاء التأنيث في حكم الانفصال ، فكأن الواو واقعة طرفا (٤) ، وإلى هذه المواضع الستة التي ذكرناها الإشارة بقوله : وكذا الواو الواقعة إثر كسرة متطرفة إلى قوله : أو قبل هاء التأنيث وقد تقدم في الفصل [٦ / ١٥٨] السابق موضعان فهذه ثمانية مواضع ، وقد بقي من المواضع التي تبدل فيها الواو ياء ـ
__________________
(١) التذييل (٦ / ١٥٥ ب).
(٢) انظر : التذييل (٦ / ١٥٥ ب) ، والمساعد (٤ / ١٢٧) ، والأشموني (٤ / ٣٠٦).
(٣) قال الأشموني (٤ / ٣٠٦): «وقد أفهم بالتمثيل أن هذا الحكم ثابت لها سواء كانت في اسم كقولك : المعطيان ، وأصله : المعطوان ، فقلبت الواو ياء حملا لاسم المفعول على اسم الفاعل ، أم في فعل كقولك : يرضيان أصله ، يرضوان ؛ لأنه من الرضوان ، فقلبت الواو ياء حملا لبناء المفعول على بناء الفاعل ، وأما يرضيان المبني للفاعل من الثلاثي المجرد فلقولك في ماضيه : رضي» وانظر : الهمع (٢ / ٢٢٢) ، وشرح ابن عقيل (٤ / ٢٢٢) ، والتصريح (٢ / ٣٨٠).
(٤) انظر : التذييل (٦ / ١٥٥ ب) ، والمساعد (٤ / ١٢٨) ، والأشموني (٤ / ٣٠٦) ، والتصريح (٢ / ٣٨٠).