.................................................................................................
______________________________________________________
يوجد حرف لين يلي ألفا زائدة وقد تطرف ، ومع ذلك لا تبدل همزة ، ومثال ذلك قولهم : غاويّ في النسب إذا سمّينا به ورخّمناه على لغة من لا ينتظر الحرف ؛ فإنك تقول : يا غاو بضم الواو ، ويصدق عليه أنه حرف لين ، يلي ألفا زائدة ؛ لأنها فاعل وقد تطرفت ومع ذلك لا تبدل همزة (١). انتهى. ولا يرد ذلك على المصنف ؛ لأن الحرف الذي هو الواو في يا غاو ، وإن كان متطرفا صورة ليس بمتطرف في الأصل ؛ لأن الواو عين الكلمة ، واللام محذوفة ؛ حذفت لأجل ياء النسب ، ثم استمر الحذف بعد التسمية والترخيم ، والمصنف إنما يريد بالمتطرف ما هو طرف في الأصل لاما وقع طرفا في الصّورة ، وهو حشو في الأصل ، ثم إن المصنف لما قرّر أن الإبدال المذكور في الكلمة المختتمة بتاء التأنيث إنما يكون مع التاء العارضة ، ولا يكون مع اللازمة نبّه على أنه قد يكون الأمر فيهما على العكس بقوله : وربّما صحح مع العارضة وأبدل من اللازمة ، فمثال الأول التصحيح مع العارضة شقاوة وصلاية ، وأما الإبدال مع اللازمة فقد مثل الشيخ له بما ورد [٦ / ١٤٢] في المثل وهو قولهم :«اسق رقاش فإنها سقّاية» (٢) ، قال : فصححوا الياء ؛ لأن المثل لا يغير فأمن سقوط التاء منه فأشبه ما وضع على التاء بدأة فجرى مجراه (٣). ولا يظهر لي مناسبة هذا المثال لهذا الحكم ؛ فإنّه لا إبدال في سقّاية ؛ وإنما ينبغي أن يمثل بسقّاية في القسم الأول ، وهو الذي صحح فيه الحرف مع التاء العارضة ، ثم يعلل التصحيح بما تقدم من أنه مثل ، والمثل لا يغيّر ، فأمن سقوط التاء منه ، والواجب أن يمثل لذلك بنحو :حمأة وهراة ، لو ورد مثلا. ثم قال الشيخ : لا اختصاص لهاء التأنيث بالنسبة إلى العروض واللزوم بما ذكره ، بل زيادتا التثنية تجري مجرى هاء التأنيث ، فإن لم تبن الكلمة عليهما جاز الوجهان يعني التصحيح والإبدال ، وإن بنيت عليهما فلا إبدال بل يبقى حرف اللين بحاله كثنايين (٤). انتهى. وإنما لم يذكر المصنف ذلك هنا ؛ ـ
__________________
(١) التذييل (٦ / ١٣٩ ب) ، والمساعد (٤ / ٨٨).
(٢) من أمثال العرب : رقاش مثل : حذام مبني على الكسر : اسم امرأة يضرب في الإحسان إلى المحسن. مجمع الأمثال للميداني (١ / ٣٤٦) ، وجمهرة الأمثال (١ / ٥٦).
(٣) التذييل (٦ / ١٣٩ ب).
(٤) من قولهم : عقلته بثنايين. فيبقى اللين صحيحا ، ولا يجوز إبداله همزة. التذييل (٦ / ١٣٩ ب) ، وعقلت البعير بثنايين غير مهموز ؛ لأنه لا واحد له ، إذا عقلت يديه جميعا بحبل أو بطرفي حبل ، وإنما :