.................................................................................................
______________________________________________________
الكلمة فجعلت مكان العين ، والعين مكان اللام من قولهم : شذر مذر أي : فرّق بهم من خلفهم (١) ، ولما كان البدل لأجل الإدغام لا يختص بهذه الحروف ؛ بل يكون في حروف المعجم كلها إلا الألف أخرجه بقوله : في غير إدغام ثم أشار إلى الضروري في التصريف من هذه الحروف يعني الذي يكون فيه البدل لازما لا محيد عنه ، لعلّة موجبة تبين في علم التصريف ، ثمانية أحرف : الطّاء ، والواو ، والياء ، والتّاء ، والدّال ، والألف ، والهمزة ، والميم ، وهي التي تضمنها هجاء (طويت دائما) ولم يذكر المصنف الهاء في هذا الكتاب مع هذه الأحرف ، مع أنه ذكرها في بقية كتبه معها (٢) ، فجعل الأحرف التي تبدل تسعة ، ويظهر أن الاقتصار على ثمانية الأحرف أولى ؛ فإن الهاء إنما تبدل سماعا من الهمزة في هرقت ، وهرحت (٣) ، وهيّاك (٤) ولهنّك (٥) ، وهن فعلت في طيئ (٦) ، وهذا الذي في : إذا الذي وشذوذا من الألف في : أنه ، وحيّهله ومه مستفهما (٧) ، والبدل المتكلم فيه الآن ؛ إنما هو الذي يطّرد ويكون مقيسا ، وأما بدل الهاء من التاء في الوقف على مثل : رحمة ، وإن كان مطردا فلا يعد من البدل المقصود في الإعلال ؛ لأنه إنما صار لعارض وهو الوقف ، لا لأمر يرجع إلى الكلمة في ذاتها ، وإذا كان بدل الهاء من غيرها إما مسموعا ، أو شاذّا أو لعارض فلا ينبغي أن يذكر مع الحروف التي تبدل من غيرها ـ
__________________
(١) الكشاف (٢ / ١٨٠) ، والتذييل (٦ / ١٣٩ أ) ، والمساعد (٤ / ٨٦).
(٢) قال في الألفية (ص ٧٥) :
أحرف الإبدال هدأت موطيا |
|
فأبدل الهمزة من واو ويا |
وقال في متن الكافية :
هادأت مطوي كلام جمعا |
|
حروف إبدال فشا متّبعا |
شرح الكافية لابن مالك (٤ / ٢٠٧٧).
(٣) أصلها أرقت وأرحت. الممتع (١ / ١٧١ ، ٣٩٩) ، والرضي (٣ / ٢٢٢).
(٤) أصلها إياك. الممتع (١ / ٣٩٧).
(٥) وهذه كلمة تكلم بها العرب في حال اليمين ، وليس كل العرب تتكلم بها ، نقول : لهنّك لرجل صدق ، فهي إن ولكنهم أبدلوا الهاء مكان الألف. الكتاب (١ / ٤٧٤).
(٦) وطيئ تبدل همزة إن الشرطية هاء فتقول : هن فعلت فعلت تريد إن. الممتع (١ / ٢٩٧) ، وانظر :الرضي (٣ / ٢٢٣).
(٧) ينظر شرح الشافية للرضي (٣ / ٢٢٤) ، وابن جماعة (٢ / ٢٢٧).