.................................................................................................
______________________________________________________
كزيادة ألف : حبركى (١) ، ثم قال : وقندأو النون فيه زائدة ؛ لأنه لم يجئ شيء على هذا المثال إلا وثانيه نون ، وفي بعض النسخ بعد قوله : حبركى : وإن شئت حذفت النون من قندأو (٢). انتهى كلام سيبويه. وهذا هو القياس ؛ وقاله أبو علي : لأن الكلمة ملحقة بجردحل ، فالنون والواو بمنزلتهما في قلنسوة ، وما ذكره أبو العباس في قلنسوة يسقط في قندأو ؛ لأن الواو كالنون في موضع الأصلي (٣).
انتهى ما ذكره الشيخ. وأما قول المصنف : وميم مقعنسس ونحوه أولى بالبقاء من الملحق خلافا للمبرّد ، فأشار به إلى ما تقدم لنا ذكره عنه من شرح الكافية ، وهو أن الميم في نحو : مقعنسس مؤثر بالبقاء عند سيبويه. فيقال : مقاعس ، وأن المبرّد يخالف سيبويه ، فيحذف الميم وتبقى السين لمضاهاتها [٦ / ١٠٠] الأصل ، فيقول :قعاسس ، وقد وجه قول سيبويه بأن الميم متقدمة ، وأنها تفيد معنى ، وهو الدلالة على اسم الفاعل (٤) ، ولا شك في أرجحية قول سيبويه ؛ لأن كلّا من الميم والسين زائد ، لكن الميم زائد يدل على معنى ، والسين زائد دون دلالة على معنى ، وبقاء ما له دلالة أولى من بقاء ما ليس له دلالة ، أما قول المصنف ولا يعامل انفعال وافتعال معاملة فعال في تكسير ، ولا تصغير خلافا للمازني ؛ فيشير به إلى ما كان من المصادر على وزن انفعال أو افتعال نحو : انطلاق وافتقار ، فإن في تكسيره وتصغيره خلافا بين سيبويه والمازني ، أما سيبويه فيقول : مطاليق ، وفتاقير ، ونطيليق ، وفتيقير (٥) ، قال الشيخ : وترد تاء افتعال إلى أصلها ، فيقال في اضطراب ، واصطبار ، وازديان ، واذّكار ، واظّلام : ضتاريب وضتيريب ، وكذلك باقيها (٦). انتهى. وقد يقال : إن العلة التي قلبت فيها التاء طاء ودالا موجودة وهي : الضاد ، والصاد ، والزاي ، وأخواتها ؛ فما وجه الرجوع إلى التاء حال الجمع ؛ وأما المازني ؛ فإنه يجري الانفعال والافتعال مجرى فعال في حذف الهمزة وحذف النون والتاء ، فيقول في الجمع : طلايق ، وفقاير ، وطليق ، وفقير ، محتجّا بأن ليس في كلامهم ـ
__________________
(١) الكتاب (٢ / ١٢٠).
(٢) انظر : الكتاب (٣ / ٤٤٦).
(٣ ، ٤) التذييل (٦ / ٢٦) (أ) و (ب).
(٥ ، ٦) الكتاب (٣ / ٤٣٣) ، والتذييل (٦ / ٢٦) (ب).