.................................................................................................
______________________________________________________
يكون أحد الزائدين شبيها بالأصل ؛ لكونه ليس واحدا من حروف الزيادة العشرة ، ويكون الآخر منها نحو : عبدّى ؛ فإحدى الدالين والألف ، وأبقيت الدال فقلت :عبادد (١). انتهى. ولا يظهر أن هذا الذي ذكره يرجع إلى المزية المعنوية ، والذي يظهر أنه راجع إلى المزية اللفظية ، ثم إن المسألة التي ذكرها قد عرفت من كلام المصنف ؛ لأن : عبدّى نظير عفنجج. وقد تقدم أن الجيم تبقى في الجمع ؛ لأنها تضاهي الأصل ؛ فكذلك يقال في عبدي أن الدال تبقى ؛ لأنها تضاهي الأصل ، وأما قول المصنف : فإن ثبت التكافؤ فالحاذق مخيّر ، فأشار به إلى معنى ما ذكره في شرح الكافية ، حيث تكلم في حذف الزائد من الكلمة لأجل ثاني صيغة الجمع وهو : فإذا أغنى أحد الزائدين ، ولم يكن لأحدهما مزية فاحذف أيهما شئت ، كنون : حبنطى وألفه ، فلك أن تقول في تكسيره : الحبانط بحذف الألف : والحباطي بحذف النون (٢) ، قال : وكذلك النون والألف في : عفرنى ؛ لأنهما مزيدان لإلحاق الثلاثي بالخماسي ، فيقال : في جمع عفرنى : عفارن ، إن حذفت الألف : وعفار ، إن حذفت النون (٣). انتهى. قال الشيخ : الزائد الأول ـ يعني النون ـ فضلت بالتقدم ، والزائد الثاني ـ يعني الألف ـ فضلت بنيّة الحركة ؛ لأنه ملحق بسفرجل وكذلك : قلنسوة فضلت النون بالتقدم والواو بالحركة ؛ وكذلك عفرنى فضلت النون بالتقدم ، وفضلت الألف بتمكنها في التقدير والحركات الثلاث ، فيقال في جمع هذا كله : حبانط ، وقلانس ، وعفارن ، والحباطي ، والقلاسي ، والعفاري ، قال : ورجّح أبو العباس حذف الواو وفي قلنسوة ؛ لأنها ملحقة بقمحدوة (٤) ، فالنون في موضع الأصلي ، والواو في موضع الواو الزائدة وغير متطرفة ، ذكر ذلك في التصغير ، وهو جار في التكسير ، فأما : قندأو (٥) فلم يذكر فيه سيبويه إلا حذف الواو ، وإذا حقّرت قندأو حذفت الواو ؛ لأنها زائدة ـ
__________________
(١) المرجع السابق (٦ / ٢٥) (ب).
(٢) شرح الكافية (٤ / ١٨٧٦).
(٣) نفس المرجع (٤ / ١٨٨٢).
(٤) قال في المقتضب (٢ / ٢٥٣): (كما أن : قلنسوة لما كانت في وزن قمحدوة كانت النون بحذاء الأصلي ، والواو بحذاء الواو الزائدة).
(٥) القندأو : القصير من الرجال ... والقندأو : الصغير العنق الشديد الرأس اللسان «قدأ».