[من جموع الكثرة فعالي كأناسي]
قال ابن مالك : (ومنها : فعالي لثلاثيّ ساكن العين زائد آخره ياء مشدّدة ؛ لا لتجديد نسب ، ولنحو : علباء «وقوباء» وحولايا ، ويحفظ في نحو : صحراء وعذراء وإنسان وظربان).
______________________________________________________
وذفرى ؛ وقد يغني عن فعال فعالي : كيتيم ويتامى ، وأسير وأسارى (١).
قال ناظر الجيش : قال في شرح الكافية : ويقال في كرسيّ ، وبرديّ : كراسي ، وبرادي ؛ وكذلك ما أشبههما في عدة الحروف ، وتأخر ياء مشددة زائدة لغير نسب متجدد (٢) ، وعلامة النسب (المتجدد) جواز سقوط الياء ، وبقاء الدلالة على معنى مشعور به قبل سقوط الياء ، بخلاف كرسيّ وبرديّ ؛ فأناسيّ على هذا ليس بجمع إنسي ، (وإنما) جمع إنسان ، وأصله أناسين فأبدلت النون ياء كما قالوا : ظربان وظرابي. ومن العرب من يقول : أناسين وظرابين على الأصل ، ولو كان أناس جمع إنسي لقيس في جمع جنّيّ : جنائيّ ، وفي جمع تركيّ : تراكيّ ، وقد تكون الياء في الأصل للنسب الحقيقي ، ثم يكثر استعمال ما (هي) فيه ، حتّى يصير النسب منسيّا أو كالمنسي فيعامل الاسم معاملة ما ليس منسوبا ، كقولهم : مهريّ ومهاريّ ومهار ومهارى ، وأصل المهري : بعير منسوب إلى مهرة قبيلة من قبائل اليمن ، ثم كثر استعماله حتى صار اسما للنجيب من الإبل (٣). انتهى ، وأراد بنحو : علباء وقوباء ما همزته للإلحاق ؛ إذ : علباء ملحق بسرداح ، وقوباء ملحق بقسطاس ، فيقال في جمعهما : علابي وقوابي ، ويقال في جمع حولايا : حوالي ، ثم هذا الوزن الذي هو فعالي يحفظ في أربع كلمات كما ذكر ، فيقال في صحراء : صحاريّ ؛ وفي عذراء عذاريّ ؛ فيكون في جمعهما ثلاثة أوجه : صحارى وصحار وصحاريّ ؛ وكذلك يقال : عذارى وعذار وعذاريّ ، وكذا تجيء الأوجه الثلاثة في جمع مهري وقد عرفت ذلك مما تقدم ، وأما إنسان وظربان فقد أبان أمرهما بما ذكره في شرح الكافية ؛ ثم إن الشيخ ذكر مسألة : وهي أن : أناسية جمع إنسان على ما ذكره سيبويه ، والتاء فيه ـ
__________________
(١) شرح الكافية (٤ / ١٨٦٧) ، وما بعدها بتصرف.
(٢) ينظر : الأشموني (٤ / ١٤٤ ، ١٤٥) ، وتوضيح المقاصد (٥ / ٧٠ ، ٧١) ، وأوضح المسالك (٤ / ٣٢٢) ، والمساعد (٣ / ٤٥٥).
(٣) شرح الكافية (٤ / ١٨٦٩) ، وما بعدها.