[من جموع الكثرة : فعلى]
قال ابن مالك : (ومنها : فعلى ، لحجل وظربان).
______________________________________________________
ومراده بفعيل من قوله : ويحمل على ذلك من فعيل ما هو بمعنى فاعل ، كمريض ومرضى ، ونظير أحمق وحمقى ، أنوك ونوكى ؛ وإنما حكم بندوره ، في كيس كيسى ؛ لكونه ليس بمعنى ممات أو موجع ولا بمعنى ما هو محمول عليهما ، وبندوره في ذرب وذربى ؛ لكونه ليس على شيء من الأوزان التي ذكرت وليس فيه المعنى الذي أشار إليه.
قال ناظر الجيش : قال في شرح الكافية : ومن أمثلة الكثرة فعلى ، ولم يسمع جمعا إلا : حجلى (١) جمع حجل (٢) وظربي جمع ظربان ، ومذهب ابن السراج ؛ أنه اسمع جمع (٣). انتهى (٤).
وفي شرح الشيخ : أن الفارسيّ سأل المتنبي : كم جاء على وزن فعلى؟ فقال المتنبي على البديهة ولم يفكر : حجلى وظربى ، قال الفارسي : فبت طوال الليل أطلب لهما ثالثا فلم أقدر عليه.
قال الشيخ : وهذا يدل على علم أبي الطيب ، وسعة اطلاعه واستحضاره لكلام العرب.
ونقل الشيخ : أن الأصمعي يرى أن حجلى لغة في الحجل ، والظربان دابّة تشبه القرد ، وقال الجوهري : تشبه الهرّ ، منتنة الريح ، وقيل : تشبه الكلب ، أصلم الأذنين طويل الخرطوم ، قال : ويجمع على : ظرابى وظرابين وظرب وظربان (٥).
__________________
(١) لم يذكره سيبويه ، وهو جمع على الصحيح ، وقال الأصمعي : هو لغة في الحجل ، وقال الأخفش :حجلى يكون واحدا وجمعا كفلك ، ابن يعيش (٥ / ٢٠) ، والرضي (٢ / ٩٧).
(٢) وهو : القبج اسم طائر كالقطا أحمر المنقار والرجلين ، والكروان أيضا ، معرب ، وفارسيته : كبج.
انظر : اللسان (قبج) و (حجل) ، وشفاء العليل (ص ٢١٠).
(٣) قال ابن عقيل المساعد (٣ / ٤٤٤): (وقال ابن السراج هو اسم جمع ، وكلامه يقتضي أنه لم يوجد فعلى جمعا إلا لهذين ـ حجل وظربان ـ والأمر كذلك) وانظر : الأشموني (٤ / ١٤٦) ، والمصباح (ص ٣٨٤) ، واللسان (ظرب).
(٤) شرح الكافية (٤ / ١٨٤٥).
(٥) التذييل (٦ / ١٩) (أ) ، (ب).