[من جموع الكثرة فعلى كقتلى]
قال ابن مالك : (ومنها : فعلى لفعيل بمعنى ممات أو موجع ، ويحمل عليه ما دلّ على ذلك من فعيل وفعل وفعلان وفيعل وأفعل وفاعل ، وندر في كيس وذرب وجلد).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : قال في الشرح المذكور أيضا : ومن أمثلة الكثرة فعلى ، والقياس منه ما كان لفعيل بمعنى مفعول ، دال على هلك أو توجّع أو تشتت ، كقتيل وقتلى وجريح وجرحى ، وأسير وأسرى ، ويحصل عليه ما أشبهه (في المعنى) من فعيل لا بمعنى مفعول كمريض ، ومرضى ، وفعل كزمن وزمنى ، وفاعل كهالك وهلكى ، وفيعل كميّت وموتى ، وأفعل كأحمق وحمقى ، وفعلان كسكران وسكرى ، (وبه قرأ) (١) حمزة والكسائي (٢) : وترى الناس سكارى وما هم بسكارى (٣) ، ويحفظ في : رجل جلد ، ورجال جلدى ، ورجل كيس ورجال كيسي ، وسنان ذرب وأسنّة ذربى ، قال الشاعر :
٤٢٦٦ ـ إنّي امرؤ من عصبة سعديّة |
|
ذربى الأسنّة كلّ يوم تلاق (٤) |
انتهى (٥).
فقوله هنا : لفعيل ممات أو موجع ، يعرف منه أن مراده بفعيل ما هو بمعنى مفعول ، والمراد بمعنى ممات : قتيل وقتلى ، وبمعنى مرجع : جريح وجرحى ، وأسير وأسرى. ـ
__________________
(١) في النسختين : ومنه قراءة ، وما أثبتناه من الشرح.
(٢) قال في الحجة (ص ٤٧٢) : قرأ حمزة والكسائي : وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، وحجتهما : أي فعلى (جمع كل ذي ضرر ، مثل : (مريض ومرضى ، وجريح وجرحى). والعرب تذهب بفاعل وفعيل وفعل ، إذا كان صاحبه كالمريض أو الصّريع فيجمعونه على فعلى) وانظر : الإتحاف (ص ٣١٣).
(٣) سورة الحج : ٢.
(٤) لم أعرف قائله ، وذكره الأشموني ، وصاحب معجم الشواهد دون أن ينبه إلى أحد ، والبيت من الكامل.
والشاهد فيه : جمع : ذرب على ذربي ، والأسنّة الذّربى الحديدية الماضية.
انظر : الأشموني (٤ / ١٣٣) ، وشرح الكافية (٤ / ١٨٤٤) ، والتذييل (٦ / ١٩) (أ).
(٥) شرح الكافية (٤ / ١٨٤٣) ، وما بعدها بتصرف.