.................................................................................................
______________________________________________________
لا يصلح مع الانفصال ، فإذا قرن بالفاء علم الأرتباط ، والفعلية التي لا تلي حرف الشرط هي التي فعلها غير متصرف نحو قوله تعالى : (فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ)(١) ، وماض لفظا ومعنى نحو قوله تعالى : (فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ)(٢) أو مطلوب به فعل أو ترك نحو قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)(٣) ونحو قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً)(٤) في رواية (٥) ابن كثير (٦) ، ومما يجب اقترانه بالفاء لأنه لا يلي حرف الشرط المقرون بالسين أو سوف ، والمنفي بلن أو ما أو إن (٧).
وبعد ذلك فالإشارة إلى أمور :
منها : أن شاهد [٥ / ١٥٤] الفعل المفسر للفعل المحذوف بعد «إن» إذا كان مضارعا مقرونا بـ «لم» قول الشاعر :
٤٠١٢ ـ وإن هو لم يحمل على النّفس ضيمها |
|
فليس إلى حسن الثّناء سبيل (٨) |
ومنها : أن المصنف في شرح الكافية أشار إلى ذكر سبب عدم جواز تقدم الاسم على الفعل مع أدوات الشرط غير «إن» فقال (٩) : «وكان حق أدوات الشرط أن لا يليها إلا معمولها كغيرها من عوامل الفعل السالمة من شذوذ ، لكنها أشبهت الفعل في الدخول على معرب ومبنى ، وأشبهت الفعل المتعدي بكونها لا تكتفي بمطلوب واحد فجاز أن يليها الاسم أي : معمول فعلها ، وخصت إن لكونها في الشرط أصلا بكثرة ذلك فيها بشرط مضي الفعل» انتهى. ـ
__________________
(١) سورة الكهف : ٤٠.
(٢) سورة يوسف : ٧٧.
(٣) سورة آل عمران : ٣١.
(٤) سورة طه : ١١٢.
(٥) لعله يقصد : في رواية قراءة ابن كثير.
(٦) انظر الكشف (٢ / ١٠٧) والسبعة لابن مجاهد (ص ٤٢٤) وانظر (ص ٧٠٠) من هذا التحقيق.
(٧) انظر شرح الكافية الشافية (٣ / ١٥٩٧).
(٨) هذا البيت من الطويل ، وهو للسموأل بن عادياء الغساني. كما في ديوانه (ص ٩٠). واستشهد به على مجيء الفعل المفسر للفعل المحذوف بعد «إن» مضارعا مقرونا بـ «لم» والبيت في التذييل (٦ / ٨٠٨) ، والهمع (١ / ٦٣ ، ٢ / ٥٩) ، والدرر (١ / ٣٩ ، ٢ / ٧٥).
(٩) انظر شرح الكافية الشافية (٣ / ١٥٩٨).