.................................................................................................
______________________________________________________
نحو : ردّ مثلا ، فإنه يضم مع هاء الغائب ، ويكسر مع الساكن الذي بعده ولا يفتح إلا مع [٦ / ٥٦] هاء الغائبة كما سيأتي ، وهلم يفتح مطلقا ، وإذا كان المراد بقوله : (مطلقا) هذا ، اندفع ما قاله الشيخ من أن قوله : مطلقا يوهم أنها تفتح دائما ، وليس كذلك ؛ لأنها تكسر قبل الياء وتضم قبل الواو وتسكن قبل نون الإناث ، وأما غير هلم من المضعف اللام المستصحب إدغامه ، فأشار إليه بقوله : وفي غيرها ، أي وفي غير هلم ، وذكر أنه يجب فتحه في موضع وضمه في موضع وكسره في موضع. فأما فتحه فقيل هاء غائبة نحو : لم يردّها ، وردّها ، ولم تبرّها وبرّها ، ولم يقرّها وأقرّها ، وأما ضمه فقبل هاء غائب ، نحو : ردّه. ولم يردّه.
والسبب في أن وجب الفتح في ردّها والضم ، في : ردّه أن الهاء خفيّة ، فكأنك قلت : ردا وردوا ، ولا شك أن ما قبل الألف يكون مفتوحا وما قبل الواو يكون مضموما ، ويفهم من قوله : وضمة في المضموم الفاء. أن الضمّ لا يجب في المكسور الفاء ، نحو : شدّه وعلّه ، ولم يشدّه ولم يعله على لغة من يكسر فاء الكلمة ولا المفتوحها ، نحو : برّه ولم يبرّه ، وعلى الناظر أن يحقق ذلك ، فإني لم أقل ذلك نقلا وإنما لما أفهمه.
قول المصنف : وضمه في المضموم الفاء ، فإنه ظاهر في ما أشرت إليه ، ولا يبعد أن الأمر كذلك ، ثم إن المصنف أشار إلى أن ، نحو : رده قد يكسر وقد يفتح. أما الكسر فذكروا أنه لغيّة ، وأما الفتح فجوزه قوم وذكر الشيخ أنه رأي الكوفيين (١) ، قال ثعلب في فصيحه : أزرر عليك قميصك ، وزرّه ، وزرّه (٢) وزرّه وغلّط الناس ثعلبا في ذكر الفتح لكونه ضعيفا ، وكتابه إنما هو موضوع لذكر الفصيح. قال الشيخ : وظاهر مذهب سيبويه هو ما ذكره ثعلب (٣). ثم لما ذكر المصنف الفتح والضم أشار إلى الكسر بقوله : ولا يضم قبل ساكن بل يكسر ، وقد يفتح ، فالمشهور أن يقال : ردّ الرجز ابنك ؛ لأن هذه الحركة ـ أعني الكسرة ـ هي الأصل في تحريك أحد الساكنين إذا التقيا ، قال ابن كيسان في لغة قيس وتميم ردّ القوم بالكسر أنشد الخليل (رحمهالله تعالى): ـ
__________________
(١) التذييل (٥ / ٢٤٧) (أ).
(٢) فصيح ثعلب (ص ١١) والتذييل (٥ / ٢٤٧) (أ).
(٣) الصحيح أن سيبويه يخالفه ، قال سيبويه في الكتاب (٢ / ١٦٠): (فإن جاءت لهاء والألف ـ كما في ردّها ـ فتحوا أبدا ... فإذا كانت الهاء مضمومة ضمّوا) وعليه فإن كلام سيبويه غير موافق لما ذكر ثعلب. وانظر كلام الشيخ في التذييل (٥ / ٢٤٧) (أ).