.................................................................................................
______________________________________________________
(قوله تعالى) : (وَقالَتِ اخْرُجْ)(١) فهو الذي يستوي فيه الأمران أعني كسر الساكن الأول وضمه ، وقد ذكر المصنف هذه المسألة في شرح الكافية ، فقال : وإن ولي ثاني الساكنين ضمة لازمة ؛ جاز كسر الأول وضمه ، نحو (قوله تعالى) :(فَمَنِ اضْطُرَّ)(٢) و (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ)(٣) و (قُلِ ادْعُوا اللهَ)(٤) انتهى.
وقيدت الضمة بكونها أصلية لتقيد دخول ، نحو : قالت : اغزي ، في الضابط ، وخروج نحو : قالت : ارموا منه ، أما نحو : قالت : اغزي ؛ فلأن الضمة منه إنما زالت لعرض ؛ فهي في حكم الموجود فتعتبر ، وأما نحو : قالت : ارموا ، فلأن الضمة ليست أصلية ، وإنما هي عارضة ، فلم تعتبر ، وكذا الضمة في : إن امرؤ ؛ لأن الضمة في الراء إنما جيء بها للإتباع ولهذا تزول بزوال رفع امرئ ، وقيدت أيضا بأنها تكون في كلمة ذلك الساكن الثاني ؛ ليخرج به ، نحو (قوله تعالى) (إِنِ الْحُكْمُ)(٥) فإن الضمة وإن كانت لازمة لكنها ليست في كلمة الساكن الثاني ؛ لأن الثاني من الساكنين لام التعريف وسرّه هو أنه إذا كان في كلمة أخرى صار غير لازم للساكنين فصار كالعارض كما في نحو : ارموا ، وإن امرؤ ، ونلخص أن مجموع ما أشير إليه مما يحرك من الساكن الأول إما بكسر أو بضم أو بفتح ثماني مسائل ، وهي : نون (من) ونون (عن) وواو [٦ / ٥٥] الجمع وواو (لوئ) وما الساكن الأول فيه ميم الجمع أو ذال (مذ) ، وما كان الساكن الثاني فيه حرف التعريف مقرونا بالجلالة المعظمة ، وما كان بعد الساكن الثاني فيه ضمة أصلية.
فأما نون (من) فقد عرفت أنها تفتح مع حرف التعريف وتكسر مع غيره ، وإن فعل عكس ذلك في الموضعين لا عبرة به ؛ لأنه في غاية الندور ؛ وأما نون عن فقد عرف أنها تكسر مطلقا ، وأن ضمها مع حرف ففي غاية الندور أيضا ، وأما واو الجمع المفتوح ما قبلها فإنها تضم وكسرها في غاية الندور ، وأما واو (لو) فإنها تكسر وضمها في غاية الندور أيضا ، وأما ميم الجمع فتضم بالقيد الذي عرف ، وأما ذال (مذ) فكذلك تضم أيضا ، (وأما ما الساكن فيه حرف التعريف مقرونا) بالجلالة المعظمة فله الفتح ، والظاهر أنه على سبيل الوجوب ، كما تقدمت الإشارة ـ
__________________
(١) سورة يوسف : ٣١.
(٢) سورة المائدة : ٣.
(٣) سورة الأنعام : ١٠.
(٤) سورة الإسراء : ١١٠ ، وانظر : شرح الكافية (٤ / ٢٠٠٨).
(٥) سورة الأنعام : ٥٧.