.................................................................................................
______________________________________________________
التعريف وغيره ، نحو : عن القوم وعن ابنك ، وحكى الأخفش الضم (١) مع حرف التعريف ، وذلك في غاية الندور ، وقال بعضهم : هي قبيحة رديئة ، وأما الواو الدالة على الجمع المفتوح ما قبلها فتحرك بالضم وجوبا ؛ قال الله تعالى : (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ)(٢) وتقيدها بالمفتوح ما قبلها احتراز من المضموم ما قبلها ، نحو : اقتلوا الرجل ، وارموا المرأة ، فإنها تحذف في مثل ذلك لما عرفت قبل ، فإن كانت الواو لا دلالة لها ، كواو (لو) كانت حركتها بالكسر على الأصل ، نحو : لو استطعنا ، وأشار بقوله : وقد ترد بالعكس ، إلى أن واو الجمع قد تكسر ، وأن واو لو قد تضم ، ولا شك أن الأفصح هو الذي ذكر أولا ؛ لأنهم قصدوا التفرقة بين واو الضمير وغيرها ، وكان الضم لما هو ضمير أولى للمناسبة ، وأشار بقوله : وربّما فتحت ، إلى قراءة من قرأ : «اشتروا (٣) الضّلالة بالهدى (٤)» وأما قوله : وتحذف نون (لكن) للضرورة ، فشاهده قول الشاعر :
٤٢١٦ـ فلست بآتيه ولا أستطيعه |
|
ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل (٥) |
وقد بقي على المصنف الكلام على أربع مسائل ، وهي ما إذا الساكن الأول (ميم الجمع) أو كان (مذ) أو كان الساكن الثاني (لام التعريف) مقرونا بالجلالة المعظمة ، أو كان بعد الساكن الثاني ضمة أصلية في كلمة ذلك الساكن ، أما ميم ـ
__________________
(١) انظر : الرضي (٢ / ٢٤٧) ، وابن يعيش (٩ / ١٣١) ، والهمع (٢ / ٢٠٠) ، والتذييل (٥ / ٢٤٦) (أ).
(٢) سورة المائدة : ٤٤.
(٣) قال ابن جني في المحتسب (١ / ٥٤): (في هذه الواو ثلاث لغات : الضم والكسر. وحكى أبو الحسن فيها الفتح ، ورويناه أيضا عن قطرب ، والحركة في جميعها لسكون الواو وما بعدها ، والضم أفشى ، ثم الكسر ثم الفتح. وإنما كان الضم أقوى لأنها واو جمع فأرادوا الفرق بينها وبين واو (أو) و (لو) ؛ لأن تلك مكسورة نحو قول الله سبحانه (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ ،) ومنهم من يضمها ، فيقول :(لو اطّلعت) كما كسر أبو السمال ، وغيره من العرب واو الجمع تشبيها لها بواو (لو). وأما الفتحة فأقلها ، والعذر فيه خفة الفتحة مع ثقل الواو ، وأيضا فإن الغرض في ذلك إنما هو التبليغ بالحركة لاضطرار الساكنين إليها ، فإذا وقعت من أي أجناسها امتنعت في ذلك).
(٤) سورة البقرة : (١٦).
(٥) من الطويل ينسب للنجاشي الحارثي. والحديث على لسان ذئب استضافه النجاشي للطعام والشراب فقبل الذئب الشراب ، واعتذر عن عدم قبول الطعام. والبيت من شواهد سيبويه (١ / ٢٧) وانظره في :أمالي الشجري (١ / ٣١٥) ، وفرحة الأديب (ص ١٠٣) وأمالي المرتضى (٢ / ٢١١) ، والمعاني الكبير لابن قتيبة (ص ٢٠٧) ، وشرح الكافية (٤ / ٢٠٠٩) ، والتذييل (٥ / ٢٤٦) (ب).