......
______________________________________________________
ما تضاف إليه ، فإن أضيفت إلى ظرف فهي ظرف ، وإن أضيفت إلى غير ذلك فهي بمعنى ما أضيفت إليه ، لأن الصفة هي الموصوف في المعنى ، وتقع في الشرط وغيره ، وإذا كانت شرطية جزمت الفعل نحو : أيّ يوم تقم أقم ، و (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)(١) ، وبأي تمرر أمرر ، وغلام أيهم تضرب أضرب ، وأيّهم يأتي فله درهم.
هذه الأسماء المذكورة هي جميع أسماء الشرط ، وكلها مبنية لتضمنها معنى «إن» إلا «أيّا» فإنها أعربت ، لأنه قد عارض ما فيها من شبه الحرف لزوم الإضافة إلى الأسماء فحماها ذلك عن البناء.
انتهى كلام بدر الدين رحمهالله تعالى ، وهو كلام نظيف محرر لا يخفى حسنه عن الناظر ، لكن فيه بحث : وهو أنه ذكر «لو» و «لولا» و «أمّا» و «كيف» و «إذا» كما عرفت ، والكلام إنما هو في أدوات الشرط الجازمة ، وهو قد افتتح كلامه بقوله من عوامل الجزم أدوات الشرط وهي كذا كذا ؛ فكيف يتجه بعد ذلك أن يذكر من الأدوات ما هو غير جازم؟فإن قيل : كلامه المتضمن لذكر «لو» و «لولا» إنما يرجع إلى ما يقتضي التعلق لقوله : «وهذا التعليق نوعان» فكون الأداة معلقة أعم من كونها جازمة ، فالجازمة معلقة والمعلقة قد تكون جازمة وقد لا تكون!!
قيل : فالكلام يرجع معه حينئذ في شيء آخر وهو أن يقال : في ذلك أمران :
أحدهما : أن «أمّا» ليس فيها تعليق وهو قد جعلها من جملة الأدوات.
ثانيهما : أن تعليق أمر على أمر إنما يكون قبل الوقوع ، وذلك إنما يتصور في الأمور المستقبلة ، ولهذا أثبت المغاربة إطلاق الشرطية على «لو» الامتناعية حتى ردّوا على الجزولي استثناءه «لو» من قوله :من القرائن المخلصة الفعل المضارع للاستقبال أدوات الشرط إلا لو ، فقالوا :استثناؤه «لو» غير مرضي ، لأنها إذا كانت شرطا خلصته للاستقبال ، وإن كانت ـ
__________________
(١) سورة الإسراء : ١١٠.