.................................................................................................
______________________________________________________
أخت ، وبنت (١) والألف والتاء في المسلمات ونحوه ، والنون الثانية في هنّ ؛ قالوا : ودخلت النون الأولى ؛ لأن نون التأنيث لا يكون ما قبلها إلّا ساكنا ، وكذا أيضا زادوا الكسرة في أنت ، والياء في هذي. ولا يخفى أن مثل هذا لا ينبغي التشاغل به ، ولا التعريج عليه ؛ إذ لا يخفى أن التاء في أخت ، وبنت ، ومسلمات تاء التأنيث ، وأن هنّ بكمالها هي الموضوعة للتأنيث لا النون ، وكذا القول في أنت وهذي.
ثم قد عرفت قول المصنف في متن الكتاب أو جمعه على مثال يخص المؤنث أو يغلب فيه وعرفت مما ذكره في شرح الكافية أن المؤنث الرباعي بمدة ثالثة يطرد جمعه على «أفعل» كعقاب وأعقب ، ويمين وأيمن. وإنه احترز بالاطراد من قول بعض العرب عزاب وأعزب مع كونه مذكرا فجعل الشيخ ذلك مثالا لقوله أو يغلب فيه قال (٢) : ومثال جمعه على مثال يحض المؤنث قولهم : هندات قال : فهذا جمع يحض المؤنث ؛ لأنه لا يجمع هذا الجمع إلا ما كان مفرده مؤنثا بعلامة ، ولا مذكرا مصغّرا ولا وصفا لجمع لا يعقل بانفراد ذاك على مفرده بأنه مؤنث والهندات ليس مفرده مؤنثا بعلامة ولا مذكرا مصغرا ولا وصفا لا يعقل فيعلم آنذاك أن مفرده مؤنث انتهى.
ولقد أبعد الشيخ المرمى والذي خبر أن مراد المصنف بقوله يخص المؤنث أو يغلب فيه شيء واحد وهو الذي مثل به في شرح الكافية فإن صيغة «أفعل» تخص المؤنث ، وإن لم تخصه لورود أعزب جمع عزاب ؛ فإنها تغلب فيه فهي تخصه على لغة من يقول في عزاب أعزب ، وغالبه على لغة من يقول فيه أعزب ، ثم إن الشيخ كأنه يستدرك على المصنف قال (٣) أو نقص المصنف مما يعلم به تأنيث مما لا علامة فيه إلحاق تاء التأنيث لفعله ، نحو : انكسرت القدر وتنكسر القدر. وهذا عجب من الشيخ ، فإن لحاق التاء الفعل إنما هو تبع لتأنيث الفاعل فإذا تحقق التأنيث ألحقت التاء ومقتضى ما قاله الشيخ أننا نستدل بلحاق التاء على تأنيث فاعل ذلك ـ
__________________
(١) انظر المساعد لابن عقيل (٣ / ٢٩٠) تحقيق د / محمد كامل بركات.
(٢) التذييل والتكميل (مخطوط بدار الكتب) ج ٥.
(٣) القائل هو أبو حيان في التذييل والتكميل (مخطوط) وحقق في عدة رسائل دكتوراة (ثمان).