[حكاية التمييز]
قال ابن مالك : (ويقال في حكاية التّمييز لمن قال : عندي عشرون : عشرون ما ذا؟ وعشرون أيّا؟ على رأي).
______________________________________________________
فأثبت علامة الجمع في الوصل كما يفعل بأيّ ، وهذه اللغة من الندور بحيث لا يقاس عليها». انتهى.
قال الشيخ بهاء الدين بن النحاس في شرح هذا الموضع (١) : «قال سيبويه (٢) : وهذا بعيد لا يتكلم به ولا تستعمله العرب ، ولا يستعمله ناس كثير ، وكان يونس إذا ذكرها يقول : لا يقبل هذا كلّ أحد ، وينبغي لهذا أن لا يقول : منو في الوقف ، ولكن يجعله كأيّ ـ يعني يجعلها معربة ، كأيّ ويخلع منها معنى الاستفهام ـ فلذلك استبعده يونس.
قال : وأما تخريج البيت (٣) فالذي خرجه عليه أحسن من تخريج الزمخشري وهو (٤) أن الشاعر ارتكب شذوذين : إلحاق العلامة في الدّرج ، وتحريك النون ، قال شيخنا ـ يعني ابن عمرون ـ في البيت : فإنما يجوز : منون على ذا ، يعني على حكاية يونس فيها الإعراب» انتهى.
وهو كلام حسن غير أنه يقتضي أن كلمة «أيّ» في قولنا في الحكاية : أي تكون معربة.
وقد عرفت أن القول بالإعراب ينافي الحكاية ، على أن ابن عصفور قد صرح بالإعراب في الصور كلها كما تقدم نقلنا ذلك عنه ، وفي ذلك الإشكال الذي تقدم لنا ذكره.
وأما قول المصنف : ومنو منا ـ فإشارة إلى أن حركة «من» والإشباع يثبتان في الوصل ، كما أنهما يثبتان في الوقف وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك.
قال ناظر الجيش : قال الشيخ (٥) : وليس هذا من حكاية التمييز ؛ إذ لم ينطق به المتكلم ، وإنما هذا من الاستفهام ـ
__________________
(١) انظر كتاب التعليقة على المقرب لابن النحاس ورقة (١٢٥).
(٢) انظر الكتاب (٢ / ٤١١) (هارون) وقد نقله بتصرف.
(٣) القائل هو الشيخ بهاء الدين بن النحاس.
والبيت هو قوله : أتوا ناري فقلت : منون أنتم ... البيت.
(٤) انظر المفصل (ص ١٤٧ ، ١٤٨).
(٥) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢١٣ ، وقد نقله عنه بتصرف.